الباحث القرآني

ولَمّا تَمَّ جَوابُ السُّؤالِ عَنِ التَّعَجُّبِ مِن هَذا الضَّلالِ، رَجَعَ إلى خِطابِ الضَّلالِ فَقالَ مُعَظِّمًا لِما ذَكَرَ مِن جَزائِهِمْ بِأداةِ البُعْدِ ومِيمِ الجَمْعِ نَصًّا عَلى تَقْرِيعِ كُلٍّ مِنهُمْ: ﴿ذَلِكُمْ﴾ أيِ: الجَزاءُ العَظِيمُ المَراتِبِ، [الصَّعْبِ] المَراكِبِ الضَّخْمِ المَواكِبِ ﴿بِما كُنْتُمْ﴾ أيْ: دائِمًا ﴿تَفْرَحُونَ﴾ أيْ: تُبالِغُونَ في السُّرُورِ وتَسْتَغْرِقُونَ فِيهِ وتَضْعُفُونَ عَنْ حَمْلِهِ لِلْإعْراضِ عَنِ العَواقِبِ. ولَمّا كانَتِ الأرْضُ سِجْنًا، [فَهِيَ] في الحَقِيقَةِ (p-١١٨)دارُ الأحْزانِ، حَسَنٌ قَوْلُهُ: ﴿فِي الأرْضِ﴾ أيْ: فَفَعَلْتُمْ فِيها ضِدَّ ما وضَعْتُ لَهُ، وزادَ ذَلِكَ حَسَنًا قَوْلُهُ: ﴿بِغَيْرِ الحَقِّ﴾ فَأشْعَرَ أنَّ السُّرُورَ لا يَنْبَغِي إلّا إذا كانَ مَعَ كَمالِ هَذِهِ الحَقِيقَةِ، وهي الثَّباتُ دائِمًا لِلْمَفْرُوحِ بِهِ، وذَلِكَ لا يَكُونُ إلّا في الجَنَّةِ ﴿وبِما﴾ أيْ: وبِسَبَبٍ ما ﴿كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ﴾ أيْ: تُبالِغُونَ في الفَرَحِ مَعَ الأشَرِّ والبَطَرِ والنَّشاطِ المُوجِبِ الِاخْتِيالِ والتَّبَخْتُرِ والخِفَّةِ بِعَدَمِ احْتِمالِ الفَرَحِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب