الباحث القرآني
ولَمّا كانَ العَفْوُ عَنِ الظّالِمِ الَّذِي لا يَرْجِعُ عَنْ ظُلْمِهِ نَقْصًا، لِكَوْنِهِ لا حِكْمَةَ فِيهِ، عَبَّرَ بِالِاسْمِ الأعْظَمِ في جُمْلَةٍ حالِيَّةٍ فَقالَ: ﴿واللَّهُ﴾ أيْ والحالُ أنَّ المُتَّصِفَ بِجَمِيعِ صِفاتِ الكَمالِ ﴿يَقْضِي بِالحَقِّ﴾ أيِ الثّابِتِ الَّذِي لا يَصِحُّ أصْلًا نَفْيُهُ، فَلَوْ قَضى فِيمَن يَعْلَمُ أنَّهُ لَيْسَ بِأهْلٍ لِلشَّفاعَةِ فِيهِ بِقَبُولِ الشَّفاعَةِ لَنَفى الحَقِّ وأثْبَتَ الباطِلَ فَخالَفَ ذَلِكَ الكَمالَ ﴿والَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ أيِ الظّالِمُونَ - عَلى قِراءَةِ الجَماعَةِ، وأيُّها الظّالِمُونَ - عَلى قِراءَةِ نافِعٍ وابْنِ عامِرٍ بِخِلافٍ عَنِ ابْنِ ذَكْوانَ بِالخِطابِ لِلْمُواجَهَةِ بِالإزْراءِ. ولَمّا كانَتِ المَراتِبُ دُونَ عَظَمَتِهِ سُبْحانَهُ لا تَنْحَصِرُ ولا يَحْتَوِي عَلَيْها كُلُّها شَيْءٌ، أثْبَتَ الجارَّ فَقالَ: ﴿مِن دُونِهِ﴾ أيْ سِواهُ، ومِنَ المَعْلُومِ أنَّهم خَلْقُهُ فَهم دُونَ رُتْبَتِهِ لِأنَّهم في قَهْرِهِ ﴿لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ﴾ مِنَ الأشْياءِ أصْلًا، فَضْلًا عَنْ أنْ يَقْضُوا بِما يُعارِضُ حُكْمَهُ، فَلا مانِعَ لَهُ مِنَ القَضاءِ بِالحَقِّ، فَلا مُقْتَضى لِقَبُولِ الشَّفاعَةِ فِيمَن يَعْلَمُ عَراقَتَهُ في (p-٣٤)الظُّلْمِ أنَّهُ لا يَنْفَكُّ عَنْهُ.
ولَمّا أخْبَرَ أنَّهُ لا فِعْلَ لِشُرَكائِهِمْ، وأنَّ الأمْرَ لَهُ وحْدَهُ، عَلَّلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ مُرْهِبًا مِنَ الخِيانَةِ وغَيْرِها مِنَ الشَّرِّ، مُرَغِّبًا في كُلِّ خَيْرٍ، مُؤَكِّدًا لِأجْلِ أنَّ أفْعالَهم تَقْتَضِي إنْكارًا ذَلِكَ: ﴿إنَّ اللَّهَ﴾ عَبَّرَ بِهِ لِأنَّ السِّياقَ لِتَحْقِيرِ شُرَكائِهِمْ وبَيانِ أنَّها في غايَةِ النُّقْصانِ ﴿هُوَ﴾ أيْ وحْدَهُ. ولَمّا ذَكَرَ ما هو غَيْبٌ، وصَفَهُ بِأظْهَرِ ظاهِرٍ فَقالَ: ﴿السَّمِيعُ﴾ أيْ لِكُلِّ ما يُمْكِنُ أنْ يَسْمَعَ ﴿البَصِيرُ﴾ أيْ بِالبَصَرِ والعِلْمِ لِكُلِّ ما يُمْكِنُ أنْ يُبْصَرَ ويُعْلَمَ، فَلا إدْراكَ لِشُرَكائِهِمْ أصْلًا ولا لِشَيْءٍ غَيْرِهِ بِالحَقِيقَةِ، ومَن لا إدْراكَ لَهُ ولا قَضاءَ لَهُ، فَثَبَتَ أنَّ الأمْرَ لَهُ وحْدَهُ، فَما تَنْفَعُهم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ ولا تُقْبَلُ فِيهِمْ مِن أحَدٍ شَفاعَةٌ بَعْدَ الشَّفاعَةِ العامَّةِ الَّتِي هي خاصَّةٌ بِنَبِيِّنا ﷺ، وهي المَقامُ المَحْمُودُ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ والآخِرُونَ، فَإنَّ كُلَّ أحَدٍ يُحْجِمُ عَنْها حَتّى يَصِلَ الأمْرُ إلَيْهِ ﷺ فَيَقُولُ: أنا لَها أنا لَها، ثُمَّ يَذْهَبُ إلى المَكانِ الَّذِي أذِنَ لَهُ فَيَشْفَعُ، فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ تَعالى فَيَفْصِلُ سُبْحانَهُ بَيْنَ الخَلائِقِ لِيَذْهَبَ كُلُّ أحَدٍ إلى دارِهِ: جَنَّتِهِ أوْ نارِهِ، رَوى الشَّيْخانِ: البُخارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ (p-٣٥)رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: «كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في دَعْوَةٍ فَرَفَعَ إلَيْهِ الذِّراعَ، وكانَتْ تَعْجِبُهُ، فَنَهَشَ مِنها نَهْشَةً، فَقالَ:
”أنا سَيِّدُ النّاسِ يَوْمَ القِيامَةِ، هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذاكَ، يَجْمَعُ اللَّهُ الأوَّلِينَ والآخَرِينَ في صَعِيدٍ واحِدٍ فَيُبْصِرُهُمُ النّاظِرُ، ويَسْمَعُهُمُ الدّاعِي، وتَدْنُو مِنهُمُ الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النّاسُ مِنَ الغَمِّ والكَرْبِ ما لا يَطِيقُونَ ولا يَحْمِلُونَ، فَيَقُولُ النّاسُ: ألا تَرَوْنَ إلى ما أنْتُمْ فِيهِ وإلى ما بَلَغَكُمْ؟ ألا تَنْظُرُونَ إلى مَن يَشْفَعُ لَكم إلى رَبِّكُمْ، فَيَقُولُ بَعْضُ النّاسِ لِبَعْضٍ: أبُوكم آدَمُ فَذَكَرَ سُؤالَهم أكابِرُ الأنْبِياءِ، وكُلُّ واحِدٍ مِنهم يُحِيلُ عَلى الَّذِي بَعْدَهُ إلى أنْ يَقُولَ عِيسى عَلَيْهِ السَّلامُ: اذْهَبُوا إلى مُحَمَّدٍ ﷺ، فَيَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ حِينَ يَأْتُونَهُ: أنا لَها، فَيَنْطَلِقُ فَيَسْجُدُ تَحْتَ العَرْشِ“» - وهو مَرْوِيٌّ عَنْ غَيْرِ أبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أنَسٍ وغَيْرِهِ مِنَ الصَّحابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُمْ، ولَكِنْ لَمْ أرَ فِيهِ التَّصْرِيحُ بِالشَّفاعَةِ العامَّةِ بَعْدَ رَفْعِ رَأْسِهِ ﷺ مِنَ السُّجُودِ إلّا فِيما رَواهُ البُخارِيُّ في الزَّكاةِ مِن صَحِيحِهِ في بابِ ”مَن سَألَ النّاسَ تَكَثُّرًا“ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «إنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ القِيامَةِ حَتّى يَبْلُغَ العِرْقُ نِصْفَ الأُذُنِ فَبَيْنَما هم كَذَلِكَ اسْتَغاثُوا بِآدَمَ ثُمَّ بِمُوسى ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ فَيَشْفَعُ لِيَقْضِيَ (p-٣٦)بَيْنَ الخَلْقِ فَيَمْشِي حَتّى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ البابِ، فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقامًا مَحْمُودًا يَحْمَدُهُ أهْلُ الجَمْعِ كُلُّهُمْ»، وكَذا فِيما رَواهُ أبُو يَعْلى في مُسْنَدِهِ فَقالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ الضَّحّاكِ بْنِ مُخَلَّدٍ ثَنا أبُو عاصِمٍ الضَّحّاكُ بْنُ مُخَلَّدٍ ثَنا أبُو رافِعٍ إسْماعِيلُ بْنُ رافِعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: «حَدَّثَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وهو في طائِفَةٍ مِن أصْحابِهِ فَقالَ: ”إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى لَمّا فَرَغَ مِن خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ خَلَقَ الصُّورَ فَذَكَرَ النَّفْخَ فِيهِ لِلْمَوْتِ ثُمَّ لِلْبَعْثِ ثُمَّ ذَكَرَ الحَشْرَ“ - وهو حَدِيثٌ طَوِيلٌ جِدًّا إلى أنْ قالَ: ”ثُمَّ يَقِفُونَ مَوْقِفًا واحِدًا مِقْدارَ سَبْعِينَ عامًا لا يُنْظَرُ إلَيْكم ولا يُقْضى بَيْنَكُمْ، فَتَبْكُونَ حَتّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ، ثُمَّ تَدْمَعُونَ دَمًا وتَعْرِقُونَ إلى أنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ مِنكم أنْ يُلْجِمَكم أوْ يَبْلُغَ الأذْقانَ، فَتَضِجُّونَ وتَقُولُونَ: مَن يَشْفَعُ لَنا إلى رَبِّنا يَقْضِي بَيْنَنا، فَتَقُولُونَ: مَن أحَقَّ بِذَلِكَ مِن أبِيكم آدَمَ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، ونَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ، وكَلَّمَهُ قَبْلًا، فَتَأْتُونَ آدَمَ فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ إلَيْهِ فَيَأْبى فَيَقُولُ: ما أنا بِصاحِبِ ذَلِكَ، ثُمَّ يَسْتَقْرِبُونَ الأنْبِياءَ نَبِيًّا نَبِيًّا كُلَّما جاؤُوا نَبِيًّا أبى عَلَيْهِمْ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: حَتّى تَأْتُونِي، فَأنْطَلِقُ حَتّى آتِيَ الفَحْصَ فَأخِرُّ ساجِدًا (p-٣٧)فَقالَ أبُو هُرَيْرَةَ: يا رَسُولَ اللَّهِ! ما الفَحْصُ؟ قالَ: قُدّامَ العَرْشِ - حَتّى يَبْعَثَ اللَّهُ إلَيَّ مَلَكًا فَيَأْخُذُ بِعَضُدِي فَيَرْفَعُنِي فَيَقُولُ لِي: يا مُحَمَّدُ! فَأقُولُ: نَعَمْ يا رَبِّ! فَيَقُولُ: ما شَأْنُكَ - وهو أعْلَمُ فَأقُولُ: يا رَبِّ وعَدْتَنِي فَشَفِّعْنِي في خَلْقِكَ فاقْضِ بَيْنَهُمْ، قالَ: قَدْ شَفَّعْتُكَ أنا آتِيكم فَأقْضِي بَيْنَكم قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: فَأرْجِعُ فَأقِفُ مَعَ النّاسِ فَبَيْنَما نَحْنُ وُقُوفٌ سَمْعِنا حِسًّا مِنَ السَّماءِ شَدِيدًا فَنَزَلَ أهْلُ السَّماءِ الدُّنْيا مِثْلَ مَن في الأرْضِ مِنَ الجِنِّ والإنْسِ حَتّى إذا دَنَوْا مِنَ الأرْضِ أشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِهِمْ، وأخَذُوا مَصافِّهِمْ وقُلْنا لَهُمْ: أفَيَكِمُ رَبُّنا؟ قالُوا: لا، وهو آتٍ ثُمَّ يَنْزِلُ أهْلُ السَّماءِ الثّانِيَةِ بِمِثْلِ مَن نَزَلَ مِنَ المَلائِكَةِ، ومِثْلِ الجِنِّ والإنْسِ، حَتّى إذا دَنَوْا مِنَ الأرْضِ أشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِهِمْ، وأخَذُوا مَصافِّهِمْ وقُلْنا لَهُمْ: أفَيَكِمُ رَبُّنا؟ قالُوا: لا، وهو آتٍ، ثُمَّ يَنْزِلُونَ عَلى قَدْرِ ذَلِكَ مِنَ التَّضْعِيفِ حَتّى يَنْزِلَ الجَبّارُ تَبارَكَ وتَعالى في ظُلَلِ مِنَ الغَمامِ، والمَلائِكَةُ تَحْمِلُ عَرْشَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ، وهو اليَوْمُ عَلى أرْبَعَةٍ - إلى أنْ قالَ: فَيَضَعُ اللَّهُ كُرْسِيَّهُ حَيْثُ شاءَ مِن أرْضِهِ، ثُمَّ يَهْتِفُ بِصَوْتِهِ فَيَقُولُ: يا مَعْشَرَ الجِنِّ والإنْسِ! إنِّي قَدْ أنْصِتُ لَكم مِن يَوْمِ خِلْقَتِكم إلى يَوْمِ يَوْمِكم هَذا أسْمَعُ قَوْلَكُمْ، وأُبْصِرُ أعْمالَكُمْ، فَأنْصِتُوا لِي فَإنَّما هي أعْمالُكم (p-٣٨)وصُحُفُكم تَقْرَأُ عَلَيْكُمْ، فَمَن وجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، ومَن وجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إلّا نَفْسَهُ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ جَهَنَّمَ فَيَخْرُجُ مِنها عُنُقٌ ساطِعٌ مُظْلِمٌ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ ﴿ألَمْ أعْهَدْ إلَيْكم يا بَنِي آدَمَ أنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إنَّهُ لَكم عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [يس: ٦٠] ﴿وأنِ اعْبُدُونِي هَذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ [يس: ٦١] ﴿ولَقَدْ أضَلَّ مِنكم جِبِلا كَثِيرًا أفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ﴾ [يس: ٦٢] ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [يس: ٦٣] - أوْ بِها تَكْذِبُونَ - شَكَّ أبُو عاصِمٍ،
﴿وامْتازُوا اليَوْمَ أيُّها المُجْرِمُونَ﴾ [يس: ٥٩] فَتُسَمّى النّارُ وتَجْثُو الأُمَمُ وتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إلى كِتابِها فَيَقْضِي بَيْنَ خَلْقِهِ“
- فَذَكَرَهُ وهو طَوِيلٌ جِدًّا، ثُمَّ ذَكَرَ الصِّراطَ وبَعْضَ الشَّفاعاتِ الخاصَّةِ في أهْلِ الجَنَّةِ، فَذَكَرَ دُخُولَهُمُ الجَنَّةَ ثُمَّ أنَّهم يُشَفِّعُونَ في بَعْضِ أهْلِ النّارِ إلى أنْ قالَ: ”ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ في الشَّفاعَةِ، فَلا يَبْقى نَبِيٌّ ولا شَهِيدٌ إلّا شُفِّعَ“
إلى أنْ قالَ: ”ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: بَقِيتُ أنا وأنا أرْحَمُ الرّاحِمِينَ. فَيُدْخِلُ اللَّهُ يَدَهُ في جَهَنَّمَ فَيَخْرُجُ مِنها لا يُحْصِيهِ غَيْرُهُ“» ورَوى ابْنٌ حِبّانَ في صَحِيحِهِ - قالَ المُنْذِرِيُّ: ولا أعْلَمُ في إسْنادِهِ مَطْعَنًا - عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ”يَقُولُ إبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ القِيامَةِ. يا رَبّاهُ، فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ وعَلا: يا لَبَّيْكاهُ، فَيَقُولُ إبْراهِيمُ: يا رَبِّ حُرِّقَتْ بَنِيَّ - فَيَقُولُ اللَّهُ: أخْرِجُوا مِنَ النّارِ مَن كانَ في قَلْبِهِ ذَرَّةٌ أوْ شَعِيرَةٌ مِنَ الإيمانِ“» ورَوى الحاكِمُ وقالَ: صَحِيحٌ عَلى شَرْطِ مُسْلِمٍ وأحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ: «يَلْقى رَجُلٌ (p-٣٩)أباهُ يَوْمَ القِيامَةِ فَيَقُولُ: يا أبَةَ! أيُّ ابْنٍ كُنْتُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: خَيْرُ ابْنٍ، فَيَقُولُ: هَلْ أنْتَ مُطِيعِي اليَوْمَ، فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ خُذْ بَإزْرَتِي، فَيَأْخُذُ بِإزْرَتِهِ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ حَتّى يَأْتِيَ اللَّهُ وهو يَعْرِضُ بَعْضَ الخَلْقِ، فَيَقُولُ: يا عَبْدِي! ادْخُلْ مِن أيِّ أبْوابِ الجَنَّةِ شِئْتَ، فَيَقُولُ: أيْ رَبِّي، وأبِي مَعِي فَإنَّكَ وعَدْتَنِي أنْ لَنْ تُخْزِينِي، فَيُعْرِضُ عَنْهُ ويَقْضِي بَيْنَ الخَلْقِ ويَعْرِضُهم ثُمَّ يَنْظُرُ إلَيْهِ فَيَقُولُ: يا ابْنَ آدَمَ ادْخُلْ مِن أيِّ أبْوابِ الجَنَّةِ شِئْتَ فَيَقُولُ: أيْ رَبِّي وأبِي مَعِي فَإنَّكَ قَدْ وعَدْتَنِي أنْ لَنْ تُخْزِينِي قالَ: فَيَمْسَخُ اللَّهُ أباهُ ضَبْعًا أمْذَرَ أوْ أمْجَرَ”- شَكَّ أبُو جَعْفَرَ أحَدُ رُواةِ ابْنِ مَنِيعٍ -“فَيَأْخُذُ بِأنْفِهِ فَيَقُولُ: أبُوكَ هُوَ، فَيَقُولُ: ما هو بِأبِي، فَيَهْوِي في النّارِ» وهو في البُخارِيِّ في أحادِيثِ الأنْبِياءِ وتَفْسِيرِ الشُّعَراءِ بِلَفْظٍ: «يَلْقى إبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ أباهُ آزَرَ يَوْمَ القِيامَةِ وعَلى وجْهِ آزَرَ قَتْرَةٌ وغَبْرَةُ، فَيَقُولُ لَهُ إبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ: ألَمْ أقُلْ لَكَ: لا تَعْصِنِي، فَيَقُولُ لَهُ أبُوهُ: فاليَوْمَ لا أعْصِيكَ، فَيَقُولُ إبْراهِيمُ: يا رَبِّ إنَّكَ وعَدْتَنِي أنْ لا تُخِزِينِي يَوْمَ يَبْعَثُونَ فَأيُّ خِزْيٍ أخْزى عَنْ أبِي الأبْعَدِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعالى: (p-٤٠)إنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلى الكافِرِينَ، ثُمَّ يُقالُ لِإبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ: انْظُرْ ما تَحْتَ رِجْلِكَ فَيَنْظُرُ فَإذا هو بِذِيخٍ - وهو ذَكَرُ الضَّبْعانِ - مُتَلَطِّخٌ فَيُؤْخَذُ بِقِوامِهِ فَيُلْقى في النّارِ»، ورَوى أبُو يَعْلى المُوَصِّلِيُّ والحاكِمُ وقالَ: صَحِيحٌ عَلى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ عَنْ أبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لَيَأْخُذَنَّ رَجُلٌ بِيَدِ أبِيهِ يَوْمَ القِيامَةِ فَتَقْطَعُهُ النّارُ يُرِيدُ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، قالَ: فَيُنادى أنَّ الجَنَّةَ لا يَدْخُلُها مُشْرِكٌ، ألا إنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ الجَنَّةَ عَلى كُلِّ مُشْرِكٍ قالَ: فَيَقُولُ: أيْ رَبِّ! أبِي، فَيُحَوَّلُ في صُورَةٍ قَبِيحَةٍ ورِيحٍ مُنْتِنَةٍ فَيَتْرُكُهُ، فَكانَ أصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَرَوْنَ أنَّهُ إبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ»، ورَوى الشَّيْخانِ وغَيْرُهُما عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ عَلى المِنبَرِ يَقُولُ:
”إنَّكم مُلاقُو اللَّهِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا كَما بَدَأْنا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وعْدًا عَلَيْنا إنّا كُنّا فاعِلِينَ، ألا وإنَّ أوَّلَ الخَلائِقِ يُكْسى إبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ ألا وإنَّهُ سَيُجاءُ بِرِجالٍ مِن أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذاتَ الشِّمالِ فَأقُولُ: يا رَبِّ! أصْحابِي، فَيَقُولُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأقُولُ كَما قالَ العَبْدُ الصّالِحُ ﴿وكُنْتُ عَلَيْهِمْ (p-٤١)شَهِيدًا ما دُمْتُ فِيهِمْ﴾ [المائدة: ١١٧] - إلى قَوْلِهِ: ﴿وإنْ تَغْفِرْ لَهم فَإنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [المائدة: ١١٨]»“ ورَواهُ التِّرْمِذِيُّ والنِّسائِيُّ بِنَحْوِهِ، ومِن نَحْوِ ما قالَ عِيسى عَلَيْهِ السَّلامُ قَوْل إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَما حَكاهُ اللَّهُ عَنْهُ ﴿فَمَن تَبِعَنِي فَإنَّهُ مِنِّي ومَن عَصانِي فَإنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [إبراهيم: ٣٦] ورَوى مُسْلِمٌ في الإيمانِ مِن صَحِيحِهِ والنِّسائِيُّ في التَّفْسِيرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ تَلا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ في إبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ”﴿رَبِّ إنَّهُنَّ أضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإنَّهُ مِنِّي﴾ [إبراهيم: ٣٦] الآيَةُ - وقالَ عِيسى عَلَيْهِ السَّلامُ ﴿إنْ تُعَذِّبْهم فَإنَّهم عِبادُكَ وإنْ تَغْفِرْ لَهم فَإنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [المائدة: ١١٨] فَرَفَعَ يَدَيْهِ وقالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتِي اللَّهُمَّ أُمَّتِي اللَّهُمَّ أُمَّتِي - وبَكى“، فَقالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: يا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ - ورَبُّكَ أعْلَمُ - فاسْألْهُ ما يُبْكِيكَ؟ فَأتاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَسَألَهُ: فَأخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِما قالَ وهو أعْلَمُ، فَقالَ اللَّهُ: يا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إنّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ ولا نَسُوءُكَ»، ولِلشَّيْخَيْنِ في الحَوْضِ والفِتَنِ ومُسْلِمٌ في فَضْلِ النَّبِيِّ ﷺ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وأبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «أنا فَرَطُكم عَلى الحَوْضِ، مَن مَرَّ عَلى شُرْبٍ، ومَن شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ (p-٤٢)أبَدًا، لِيَرِدَنَّ عَلَيَّ أقْوامٌ أعْرِفُهم ويَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحالُ بَيْنِي وبَيْنَهُمْ» - زادَ أبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «فَأقُولُ: ”إنَّهم مِنِّي - فَيُقالُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَن غَيَّرَ بَعْدِي“» ولِمُسْلِمٍ وابْنِ ماجَةَ - وهَذا لَفْظُهُ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ - فَذَكَرَ خُطْبَتَهُ في الحَجِّ ثُمَّ قالَ: ”ألا وإنِّي فَرَطُكم عَلى الحَوْضِ وأُكاثِرُ بِكُمُ الأُمَمَ، ولا تُسَوِّدُوا وجْهِي، ألا وإنِّي مُسْتَنْقِذٌ أُناسًا ومُسْتَنْقِذٌ مِنِّي أُناسٌ فَأقُولُ: يا رَبِّ: أصْحابِي أصْحابِي، فَيَقُولُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ“» ولَفْظُ مُسْلِمٍ: «أنا فَرَطُكم عَلى الحَوْضِ ولَأُنازِعَنَّ أقْوامًا ثُمَّ لَأغْلِبَنَّ عَلَيْهِمْ فَأقُولُ: يا رَبِّ! أصْحابِي فَيُقالُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ» ولِمُسْلِمٍ عَنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَتْ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ وهو بَيْنَ ظَهَرانَيْ أصْحابِهِ:
”إنِّي عَلى الحَوْضِ أنْظُرُ مَن يَرُدُّ عَلَيَّ مِنكُمْ، فَواللَّهِ لِيَقْطَعَنَّ دُونِي رِجالٌ فَلْأقُولَنَّ: أيْ رَبِّ! مِنِّي ومِن أُمَّتِي، فَيَقُولُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ، ما زالُوا (p-٤٣)يَرْجِعُونَ عَلى أعْقابِهِمْ“» ولِلشَّيْخَيْنِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الحَوْضَ وأنا أذُودُ النّاسَ عَنْهُ كَما يَذُودُ الرَّجُلُ إبِلَ الرَّجُلِ عَنْ إبِلِهِ، قالُوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ! تَعْرِفُنا؟ قالَ: نَعَمْ، لَكم سِيما لَيْسَتْ لِغَيْرِكم تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ، ولَتَصُدُّنَّ عَنِّي طائِفَةً مِنكم فَلا يَصِلُونَ، فَأقُولُ يا رَبِّ هَؤُلاءِ أصْحابِي، فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ فَيَقُولُ: وهَلْ تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ؟» وفي رِوايَةٍ: «بَيْنَما أنا قائِمٌ عَلى الحَوْضِ إذا زُمْرَةٌ حَتّى إذا عَرَفْتُهم خَرَجَ مِن بَيْنِي وبَيْنَهم رَجُلٌ، فَقالَ: هَلُمَّ؛ فَقُلْتُ: إلى أيْنَ؟ فَقالَ: إلى النّارِ واللَّهِ، فَقُلْتُ: ما شَأْنُهُمْ، فَقالَ: إنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلى أدْبارِهِمْ فَلا أراهُ يَخْلُصُ مِنهم إلّا مَثَلُ هَمْلِ النِّعَمِ. أيْ ضَوالُّها - أيِ النّاجِي قَلِيلٌ،» وفي رِوايَةٍ لِمُسْلِمٍ في الوُضُوءِ: «ألا لَيُذادَنَّ رِجالٌ عَنْ حَوْضِي كَما يُذادُ البَعِيرُ الضّالُّ أنادِيهِمْ ألا هَلُمَّ، فَيُقالُ: إنَّهم قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا» قالَ المُنْذِرِيُّ: (p-٤٤)والأحادِيثُ في هَذا المَعْنى كَثِيرَةٌ جِدًّا.
{"ayah":"وَٱللَّهُ یَقۡضِی بِٱلۡحَقِّۖ وَٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا یَقۡضُونَ بِشَیۡءٍۗ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











