الباحث القرآني

(p-٣١٥)ولَمّا ذَكَرَ - سُبْحانَهُ وتَعالى - بَعْضَ ما يَصْدُرُ مِنهم مِنَ التَّناقُضاتِ؛ وهم غَيْرُ مُحْتَشِمِينَ؛ ولا هائِبِينَ؛ قالَ - مُعْلِمًا بِشَأْنِهِمْ؛ مُعْلِمًا لِما يَصْنَعُ بِهِمْ -: ﴿أُولَئِكَ﴾؛ أيْ: البُعَداءُ عَنِ الخَيْرِ؛ ﴿الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ﴾؛ أيْ: الحاوِي لِنُعُوتِ العَظَمَةِ؛ ﴿ما في قُلُوبِهِمْ﴾؛ أيْ: مِن شِدَّةِ البُغْضِ لِلْإسْلامِ؛ وأهْلِهِ؛ وإنِ اجْتَهَدُوا في إخْفائِهِ عَنْهُ؛ ثُمَّ سَبَّبَ - تَعْلِيمًا لِما يَصْنَعُ بِهِمْ؛ وإعْلامًا بِأنَّهم لا يَضُرُّونَ إلّا أنْفُسَهم - قَوْلَهُ: ﴿فَأعْرِضْ عَنْهُمْ﴾؛ أيْ: عَنْ عِقابِهِمْ؛ وعَنِ الخَشْيَةِ مِنهُمْ؛ وعَنْ عِتابِهِمْ؛ لِأنَّهم أقَلُّ مِن أنْ يُحْسَبَ لَهم حِسابٌ؛ ﴿وعِظْهُمْ﴾؛ أيْ: وإنْ ظَنَنْتَ أنَّ ذَلِكَ لا يُؤَثِّرُ؛ لِأنَّ القُلُوبَ بِيَدِ اللَّهِ - سُبْحانَهُ وتَعالى - يَصْطَنِعُها لِما أرادَ؛ مَتى أرادَ؛ ﴿وقُلْ لَهم في أنْفُسِهِمْ﴾؛ أيْ: بِسَبَبِها؛ وما يَشْرَحُ أحْوالَها؛ ويُبَيِّنُ نَقائِصَها مِن نَفائِسِها؛ أوْ خالِيًا مَعَهُمْ؛ فَإنَّ ذَلِكَ أقْرَبُ إلى تَرْقِيقِهِمْ؛ ﴿قَوْلا بَلِيغًا﴾؛ أيْ: يَكُونُ في غايَةِ البَلاغَةِ في حَدِّ ذاتِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب