الباحث القرآني

﴿فَمِنهُمْ﴾؛ أيْ: مِنَ آلِ إبْراهِيمَ؛ ﴿مَن آمَنَ بِهِ﴾؛ وهم أغْلَبُ العَرَبِ؛ ﴿ومِنهم مَن صَدَّ عَنْهُ﴾؛ أيْ: أعْرَضَ بِنَفْسِهِ؛ وصَدَّ غَيْرَهُ؛ كَبَنِي إسْرائِيلَ؛ وبَعْضِ العَرَبِ. ولَمّا كانَ قَدْ عُلِمَ مِنَ السِّياقِ أنَّ الطّاعِنَ فِيهِ مَيِّتٌ بِحَسَدِهِ؛ مِن غَيْرِ أنْ يَضُرَّهُ بِأمْرٍ دُنْيَوِيٍّ؛ وكانَ التَّقْدِيرُ لِبَيانِ أمْرِهِمْ في الآخِرَةِ: ”فَحَكَمْنا أنْ تُسَعَّرَ بِهِمُ النّارُ؛ بَعْدَ الذُّلِّ في هَذِهِ الدّارِ؛ والهَوانِ والصَّغارِ“؛ عَطَفَ (p-٣٠٥)عَلَيْهِ قَوْلَهُ: ﴿وكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا﴾؛ أيْ: تَوَقُّدًا؛ والتِهابًا في غايَةِ الإحْراقِ؛ والعُسْرِ؛ والإسْراعِ إلى الأذى؛ وفي آيَةِ الطّاغُوتِ أنَّهم سَمَحُوا بِبَدَلِ الدِّينِ - وهو لا أعَزَّ مِنهُ عِنْدَ الإنْسانِ - في شَهادَتِهِمْ لِلْكَفَرَةِ بِالهِدايَةِ؛ وفي آيَةِ المُلْكِ الإيماءُ إلى أنَّهم في الحَضِيضِ مِنَ الشُّحِّ بِالخَسِيسِ الفانِي؛ وفي آيَةِ الحَسَدِ أنَّهُ لَمْ يَكْفِهِمُ التَّوَطُّنُ في حَضِيضِ الشُّحِّ بِما أُوتُوا؛ مَعَ الغِنى؛ حَتّى سَفَلُوا عَنْهُ إلى أدْنى مِن ذَلِكَ بِالحَسَدِ لِمَن آتاهُ اللَّهُ ما لا يَنْقُصُهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب