الباحث القرآني

ولَمّا عَمَّ بِالحَشْرِ المُسْتَكْبِرِينَ؛ وغَيْرَهُمْ؛ جاءَ التَّفْصِيلُ إلى القِسْمَيْنِ؛ فَقالَ: ﴿فَأمّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾؛ أيْ: أذْعَنُوا لِلَّهِ (تَعالى)؛ وخَضَعُوا لَهُ؛ ﴿وعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾؛ تَصْدِيقًا لِإقْرارِهِمْ بِالإيمانِ؛ ﴿فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ﴾؛ أيْ: الَّتِي جَرَتِ العاداتُ بَيْنَكم أنْ يُعْطَوْها؛ وإنْ كانُوا في الحَقِيقَةِ لا يَسْتَحِقُّونَها؛ لِأنَّ اللَّهَ (تَعالى) هو الَّذِي وفَّقَهم لَها؛ فَهي فَضْلٌ مِنهُ عَلَيْهِمْ؛ ﴿ويَزِيدُهُمْ﴾؛ أيْ: بَعْدَ ما قُضِيَتْ بِهِ العاداتُ؛ ﴿مِن فَضْلِهِ﴾؛ أيْ: شَيْئًا لا يَدْخُلُ تَحْتَ الحَصْرِ؛ لِأنَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ؛ ﴿وأمّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا واسْتَكْبَرُوا﴾؛ أيْ: طَلَبُوا كُلًّا مِنَ الإباءِ؛ والكِبْرِ؛ ﴿فَيُعَذِّبُهم عَذابًا ألِيمًا﴾؛ أيْ: بِما وجَدُوا مِن لَذاذَةِ التَّرَفُّعِ؛ والكِبْرِ؛ وآلَمُوا بِذَلِكَ أوْلِياءَ اللَّهِ؛ ﴿ولا يَجِدُونَ لَهُمْ﴾؛ أيْ: حالًا؛ ولا مَآلًا؛ ﴿مِن دُونِ اللَّهِ﴾؛ الَّذِي لا أمْرَ لِأحَدٍ مَعَهُ؛ ﴿ولِيًّا﴾؛ أيْ: قَرِيبًا يَصْنَعُ مَعَهم ما يَصْنَعُ القَرِيبُ؛ ﴿ولا نَصِيرًا﴾؛ أيْ: وإنْ كانَ بَعِيدًا؛ وفي هَذا أتَمُّ زاجِرٍ عَمّا قَصَدَهُ المُنافِقُونَ مِن مُوالاةِ أهْلِ الكِتابِ؛ وأعْظَمُ نافٍ لِما مَنَّوْهم إيّاهُ مِمّا لَهُمْ؛ وزَعَمُوا مِنَ المَنزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ؛ المُقْتَضِيَةِ أنْ يُقَرِّبُوا (p-٥٢٦)مَن شاؤُوا؛ ويُبْعِدُوا مَن شاؤُوا؛ وهو مِن أنْسَبِ الأشْياءِ لِخِتامِ أوَّلِ الآياتِ المُحَذِّرَةِ مِنهُمْ: ﴿وكَفى بِاللَّهِ ولِيًّا وكَفى بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾ [النساء: ٤٥]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب