الباحث القرآني

ولَمّا انْقَضى ما أرادَ مِنَ الإنْكارِ عَلى مَنِ ادَّعى الإيمانَ في اتِّخاذِ الكافِرِينَ أوْلِياءَ؛ المُسْتَلْزِمِ لِلنَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ الِاتِّخاذِ؛ صَرَّحَ بِهِ مُخاطِبًا لِلْمُؤْمِنِينَ؛ فَقالَ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا﴾؛ أيْ: أقَرُّوا بِالإيمانِ بِألْسِنَتِهِمْ؛ صِدْقًا أوْ كَذِبًا؛ ﴿لا تَتَّخِذُوا﴾؛ أيْ: تُكَلِّفُوا أنْفُسَكم غَيْرَ ما تَدْعُو إلَيْهِ الفِطْرَةُ الأُولى السَّلِيمَةُ؛ فَتَأْخُذُوا ﴿الكافِرِينَ﴾؛ أيْ: المُجاهِرِينَ بِالكُفْرِ؛ الغَرِيقِينَ فِيهِ؛ ﴿أوْلِياءَ﴾؛ أيْ: أقْرِباءَ؛ تَفْعَلُونَ مَعَهم مِنَ الوُدِّ والنُّصْرَةِ ما يَفْعَلُ القَرِيبُ مَعَ قَرِيبِهِ. ولَمّا كانَ الغَرِيقُ في الإيمانِ أعْلى النّاسِ؛ وكانَ تَحْتَ رُتْبَتِهِ رُتَبٌ مُتَكاثِرَةٌ؛ نَبَّهَ عَلى ذَلِكَ؛ وعَلى دَناءَةِ مَقْصِدِهِمْ؛ بِالجارِّ؛ فَقالَ: ﴿مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ﴾؛ أيْ: الغَرِيقِينَ في الإيمانِ؛ وهَذا إشارَةٌ إلى أنَّهُ لا يَصِحُّ لِمَن يُوالِيهِمْ دَعْوى الإيمانِ؛ ولِذَلِكَ قالَ مُنْكِرًا: ﴿أتُرِيدُونَ﴾؛ أيْ: بِمُوالاتِهِمْ؛ ﴿أنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ﴾؛ أيْ: الَّذِي لا تُطاقُ سَطْوَتُهُ؛ لِأنَّ لَهُ الكَمالَ كُلَّهُ؛ ﴿عَلَيْكُمْ﴾؛ أيْ: في النِّسْبَةِ إلى النِّفاقِ؛ ﴿سُلْطانًا﴾؛ أيْ: دَلِيلًا واضِحًا عَلى كُفْرِكُمْ؛ بِاتِّباعِكم غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ؛ ﴿مُبِينًا﴾؛ واضِحًا؛ مُسَوِّغًا لِعِقابِكُمْ؛ وخِزْيِكُمْ؛ (p-٤٤٤)وجَعْلِكم في زُمْرَةِ المُنافِقِينَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب