الباحث القرآني

﴿ومَن يَهْدِ اللَّهُ﴾؛ أيْ: الَّذِي لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ أبَدًا؛ ﴿فَما لَهُ مِن مُضِلٍّ﴾؛ فَهو - سُبْحانَهُ - يَهْدِي مَن شاءَ مِنهُمْ؛ إنْ أرادَ. ولَمّا لَمْ تَبْقَ شُبْهَةٌ؛ ولا شَيْءٌ مِن شَكٍّ؛ أنَّ الهادِيَ المُضِلَّ إنَّما هو اللَّهُ؛ وحْدَهُ؛ وأنَّهُ جَعَلَ شَيْئًا واحِدًا سَبَبًا لِضَلالِ قَوْمٍ؛ لِيَكُونَ ضَلالُهم (p-٥١١)فِي الظّاهِرِ عِلَّةً لِلنِّقْمَةِ؛ وهُدًى لِآخَرِينَ؛ فَيَكُونَ هُداهم سَبَبًا لِلنِّعْمَةِ؛ بَلَغَ النِّهايَةَ في الحُسْنِ قَوْلُهُ: ﴿ألَيْسَ اللَّهُ﴾؛ أيْ: الَّذِي بِيَدِهِ كُلُّ شَيْءٍ؛ ﴿بِعَزِيزٍ﴾؛ أيْ: غالِبٍ لِما يُرِيدُ في إضْلالِهِ قَوْمًا يَدَّعُونَ أنَّهُمُ النِّهايَةُ في كَمالِ العُقُولِ؛ لِما هَدى بِهِ غَيْرَهُمْ؛ ﴿ذِي انْتِقامٍ﴾؛ أيْ: لَهُ هَذا الوَصْفُ؛ فَمَن أرادَ النِّقْمَةَ مِنهُ سَلَّطَ عَلَيْهِ ما يُرِيدُ مِمّا يُحْزِنُهُ؛ ويُذِلُّهُ؛ كَما أنَّهُ إذا أرادَ يُعْمِيهِ عَنْ أنْوَرِ النُّورِ؛ ويُضِلُّهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب