الباحث القرآني

ولَمّا أرْشَدَ إنْكارُهم خُصُوصِيَّتَهُ بِالذِّكْرِ - بِنَفْيِ شَكِّهِمُ اللّازِمِ مِنهُ إثْباتُ أنَّهم عَلى عِلْمٍ بِأنَّهُ مُرْسَلٌ؛ وأنَّهُ أحَقُّهم بِالرِّسالَةِ - إلى أنَّ التَّقْدِيرَ: أفِيهِمْ غَيْرُهُ مَن هو أهْلٌ لِتَلَقِّي هَذا الذِّكْرِ؛ حَتّى يُنْزِلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ؛ ويَتْرُكَ هَذا البَشِيرَ النَّذِيرَ ﷺ؛ عادَلَ بِهِ قَوْلَهُ: ﴿أمْ عِنْدَهُمْ﴾؛ أيْ: خاصَّةً؛ دُونَ غَيْرِهِمْ؛ ﴿خَزائِنُ رَحْمَةِ﴾؛ ولَمّا كانَ إنْزالُ الوَحْيِ إحْسانًا إلى المُنْزَلِ عَلَيْهِ؛ عَدَلَ عَنْ إفْرادِ الضَّمِيرِ إلى صِفَةِ الإحْسانِ؛ المُفِيدَةِ لِلتَّرْبِيَةِ؛ فَقالَ - مُخاطِبًا لَهُ ﷺ لِأنَّهُ أضْخَمُ لِشَأْنِهِ؛ وأفْخَمُ لِمِقْدارِهِ ومَكانِهِ -: ﴿رَبِّكَ﴾؛ أيْ: المُحْسِنِ إلَيْكَ بِإنْزالِهِ؛ لِيَخُصُّوا بِهِ مَن شاؤُوا؛ ويَمْنَعُوا مَن شاؤُوا: ﴿أهم يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ﴾ [الزخرف: ٣٢] ولَمّا كانَ لا يَصْلُحُ لِلرُّبُوبِيَّةِ إلّا الغالِبُ لِكُلِّ ما سِواهُ؛ المُفِيضُ عَلى مَن يَشاءُ ما يَشاءُ؛ قالَ: ﴿العَزِيزِ الوَهّابِ﴾؛ أيْ: الَّذِي يَغْلِبُ كُلَّ شَيْءٍ؛ ولا يَغْلِبُهُ شَيْءٌ؛ ويُفِيضُ عَلى جِهَةِ التَّفَضُّلِ ما يَشاءُ عَلى مَن يُرِيدُ؛ ولَهُ صِفَةُ الإفاضَةِ؛ (p-٣٣٨)مُتَكَرِّرَةَ الآثارِ عَلى الدَّوامِ؛ فَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعَ؛ ولا مانِعَ لِما أعْطى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب