الباحث القرآني

ولَمّا اشْتَدَّ تَشَوُّفُ السّامِعُ إلى الفِعْلِ الَّذِي أوْجَبَ لَهُ الوَصْفَ بِـ ”أوّابٌ“؛ بَعْدَ سَماعِ قَوْلِهِ في لَوْمِهِ نَفْسَهُ لِيَجْمَعَ بَيْنَ مَعْرِفَةِ القَوْلِ؛ والفِعْلِ؛ أُجِيبَ بِقَوْلِهِ: ﴿رُدُّوها﴾؛ أيْ: قالَ سُلَيْمانُ - عَلَيْهِ السَّلامُ -: رُدُّوا ﴿عَلَيَّ﴾؛ الخُيُولَ الَّتِي شَغَلَتْنِي؛ ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: ”فَرَدُّوها عَلَيْهِ“؛ نَسَّقَ بِهِ قَوْلَهُ: ﴿فَطَفِقَ﴾؛ أيْ: أخَذَ يَفْعَلُ ظافِرًا بِمُرادِهِ؛ لازِمًا لَهُ؛ مُصَمِّمًا عَلَيْهِ؛ واصِلًا لَهُ؛ مُعْتَمِدًا عَلى اللَّهِ في التَّقْوِيَةِ عَلى العَدُوِّ؛ لا عَلى الأسْبابِ الَّتِي مِن أعْظَمِها الخَيْلُ؛ مُفارِقًا ما كانَ سَبَبَ ذُهُولِهِ عَنِ الذِّكْرِ؛ مُعْرِضًا عَمّا يُمْكِنُ أنْ يَتَعَلَّقَ بِهِ القَلْبُ؛ مُتَقَرِّبًا بِهِ إلى اللَّهِ (تَعالى)؛ كَما يُتَقَرَّبُ في هَذِهِ المِلَّةِ (p-٣٨١)بِالضَّحايا؛ ﴿مَسْحًا﴾؛ أيْ: يُوقِعُ المَسْحَ - أيْ: القَطْعَ - فِيها بِالسَّيْفِ؛ إيقاعًا عَظِيمًا؛ ولَمّا كانَ السَّيْفُ إنَّما يَقَعُ في جُزْءٍ يَسِيرٍ مِنَ العُضْوَيْنِ؛ أدْخَلَ الباءَ؛ فَقالَ: ﴿بِالسُّوقِ﴾؛ أيْ: مِنها؛ ﴿والأعْناقِ﴾؛ يَضْرِبُها ضَرْبًا بِسَيْفٍ ماضٍ؛ وساعِدٍ شَدِيدٍ؛ وصُنْعٍ سَدِيدٍ؛ يَمْضِي فِيها مِن غَيْرِ وقْفَةٍ أصْلًا؛ حَتّى كَأنَّهُ يَمْسَحُهُ مَسْحًا عَلى ظاهِرِ جُلُودِها؛ كَما يُقالُ: مَسَحَ عِلاوَتَهُ؛ أيْ: ضَرَبَ عُنُقَهُ؛ واللَّهُ أعْلَمُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب