الباحث القرآني

ولَمّا بَطَلَتْ تَمَسُّكاتُهُمْ، وتَقَطَّعَتْ تَعَلُّقاتُهُمْ، تَسَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ تَقْرِيعُهُمُ النّاشِئُ عَنْهُ تَنْدِيمُهم بِقَوْلِهِ بِلِسانِ العَظَمَةِ: ﴿فاليَوْمَ﴾ أيْ يَوْمَ مُخاطَبَتِهِمْ (p-٥٢٢)بِهَذا التَّبْكِيتِ وهو يَوْمُ الحَشْرِ ﴿لا يَمْلِكُ﴾ [أيْ] شَيْئًا مِنَ المُلْكِ ﴿بَعْضُكم لِبَعْضٍ﴾ أيْ مِنَ المُقَرَّبِينَ والمُبْعَدِينَ. ولَمّا كانَ المَدارُ عَلى الخَلاصِ والسِّياقُ لِلشَّفاعَةِ، قَدَمَ النَّفْعَ فَقالَ: ﴿نَفْعًا﴾ وأكْمَلَ الأمْرَ بِقَوْلِهِ: ﴿ولا ضَرًّا﴾ تَحْقِيقًا لِقَطْعِ جَمِيعِ الأسْبابِ الَّتِي كانَتْ في دارِ التَّكْلِيفِ مِن دارِ الجَزاءِ الَّتِي المَقْصُودُ فِيها تَمامُ إظْهارِ العَظَمَةِ لِلَّهِ وحْدَهُ عَلى أتَمِّ الوُجُوهِ. ولَمّا كانَ المَعْنى: فاليَوْمَ نَسْلُبُ الخَلائِقَ ما كُنّا مَكَّنّاهم مِنهُ في الدُّنْيا مِنَ التَّنافُعِ والتَّضارُرِ. وتَلاشى بِذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ سِواهُ، أثْبَتَ لِنَفَسِهِ المُقَدَّسِ ما يَنْبَغِي، فَقالَ عاطِفًا عَلى هَذا الَّذِي قَدَّرْتُهُ: ﴿ونَقُولُ﴾ أيْ في ذَلِكَ الحالِ مِن غَيْرِ إمْهالٍ ولا إهْمالٍ ﴿لِلَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ أيْ بِوَضْعِ العِبادَةِ في غَيْرِ مَوْضِعِها ولا سِيَّما مَن ضَمَّ إلى ذَلِكَ إنْكارَ المَعادِ عِنْدَ إدْخالِنا لَهُمُ النّارَ: ﴿ذُوقُوا عَذابَ النّارِ﴾ ولَمّا لَمْ يَتَقَدَّمْ لِلْعَذابِ وصْفٌ بِتَرْدِيدٍ - كَما تَقَدَّمَ في السَّجْدَةِ - ولا غَيْرِهِ، كانَ المُضافُ [إلَيْهِ] أحَقَّ بِالوَصْفِ لِأنَّهُ المُصَوَّبُ إلَيْهِ بِالتَّكْذِيبِ فَقالَ: ﴿الَّتِي كُنْتُمْ﴾ أيْ جِبِلَّةً وطَبْعًا ﴿بِها تُكَذِّبُونَ﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب