الباحث القرآني

﴿يُصْلِحْ لَكم أعْمالَكُمْ﴾ أيْ بِأنْ يُدْخِلَكم في العَمَلِ الصّالِحِ وأنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ما يَنْبَغِي مِن كَيْفِيَّتِهِ فَيُبَصِّرُكم بِها شَيْئًا فَشَيْئًا ويُوَفِّقُكم لِلْعَمَلِ بِما جَلّاهُ لَكم حَتّى تَكُونُوا عَلى أتَمِّ وجْهٍ وأعْظَمِهِ وأرْضاهُ وأقُومِهِ بِبَرَكَةِ قَوْلِكُمُ الحَقَّ عَلى الوَجْهِ الحَسَنِ الجَمِيلِ. ولَمّا كانَ الإنْسانُ وإنِ اجْتَهَدَ مُقَصِّرًا، قالَ مُشِيرًا إلى ذَلِكَ حَتّى لا يَزالَ مُعْتَرِفًا بِالعَجْزِ: ﴿ويَغْفِرْ لَكم ذُنُوبَكُمْ﴾ أيْ يَمْحُوها عَيْنًا وأثَرًا فَلا يُعاقِبُ عَلَيْها ولا يُعاتِبُ، ولَمّا كانَ رُبَّما تَوَهَّمَ أنَّ هَذا خاصٌّ بِمَن آمَنَ، وأنَّ تَجْدِيدَ الإيمانِ غَيْرُ نافِعٍ، أزالَ هَذا الوَهْمَ بِقَوْلِهِ: ﴿ومَن يُطِعِ اللَّهَ﴾ أيِ الَّذِي لا أعْظَمَ مِنهُ ﴿ورَسُولَهُ﴾ أيِ الَّذِي عَظَمَتُهُ مِن عَظَمَتِهِ بِأنْ يُجَدِّدَ لَها الطّاعَةَ بِالإيمانِ وثَمَراتِهِ في كُلِّ وقْتٍ، فَيَكُونُ مُؤَدِّيًا لِلْأمانَةِ إلى أهْلِها ﴿فَقَدْ فازَ﴾ وأكَّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أيْ ظَفَرًا بِجَمِيعِ مُراداتِهِ في الدُّنْيا والآخِرَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب