الباحث القرآني

ولَمّا كانَ مِن أعْظَمِ أذاهُ ﷺ أذى مَن تابَعَهُ، وكانَ الأتْباعُ لِكَوْنِهِمْ غَيْرَ مَعْصُومِينَ يَتَصَوَّرُ أنْ يُؤْذُوا بِالحَقِّ، قالَ مُقَيِّدًا لِلْكَلامِ بِما يُفْهِمُ: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ﴾ أيِ الرّاسِخِينَ في [صِفَةِ] الإيمانِ ﴿والمُؤْمِناتِ﴾ كَذَلِكَ. ولَمّا كانَ الأذى بِالكَذِبِ أشَدَّ [فِي] الفَسادِ وأعْظَمَ في الأذى قالَ: ﴿بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا﴾ أيْ بِغَيْرِ شَيْءٍ واقَعُوهُ مُتَعَمِّدِينَ لَهُ حَتّى أباحَ أذاهم ﴿فَقَدِ احْتَمَلُوا﴾ أيْ: كَلَّفُوا أنْفُسَهم أنْ حَمَلُوا ﴿بُهْتانًا﴾ أيْ: كَذِبًا وفُجُورًا زائِدًا عَلى الحَدِّ مُوجِبًا لِلْخِزْيِ في الدُّنْيا، ولَمّا كانَ مِنَ النّاسِ مَن لا يُؤَثِّرُ فِيهِ العارُ، وكانَ الأذى قَدْ يَكُونُ بِغَيْرِ القَوْلِ، قالَ: ﴿وإثْمًا مُبِينًا﴾ أيْ: ذَنْبًا ظاهِرًا جِدًّا مُوجِبًا لِلْعَذابِ في الأُخْرى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب