الباحث القرآني

﴿وداعِيًا﴾ أيْ لِلْفَرِيقَيْنِ ﴿إلى اللَّهِ﴾ أيْ إلى ما يُرْضِي الَّذِي لا أعْظَمَ مِنهُ بِالقَوْلِ والفِعْلِ، وأعْرى الدُّعاءَ عَنِ المُبالَغَةِ لِأنَّهُ شامِلٌ لِلْبِشارَةِ والنِّذارَةِ والإخْبارِ بِالقَصَصِ والأمْثالِ ونَصْبِ الأحْكامِ والحُدُودِ، والمَأْمُورُ بِهِ في كُلِّ ذَلِكَ الإبْلاغِ بِقَدْرِ الحاجَةِ بِمُبالَغَةٍ أوْ غَيْرِها (p-٣٧٣)فَمَن لَمْ تَرُدَّهُ عَنْ غَيِّهِ النِّذارَةُ، وتُقْبِلْ بِهِ إلى رُشْدِهِ البِشارَةُ، حُمِلَ عَلى ذَلِكَ بِالسَّيْفِ. ولَمّا كانَ ذَلِكَ في غايَةِ الصُّعُوبَةِ، لا يَقُومُ بِهِ أحَدٌ إلّا بِمَعُونَةٍ مِنَ اللَّهِ عَظِيمَةٍ، أشارَ إلى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿بِإذْنِهِ﴾ أيْ بِتَمْكِينِهِ لَكَ مِنَ الدُّعاءِ بِتَيْسِيرِ أسْبابِهِ، وتَحَمُّلِ أعْبائِهِ، ولِلْمَدْعُوِّ مِنَ الإقْبالِ والإتْباعِ إنْ أرادَ لَهُ الخَيْرَ. ولَمّا كانَ الدّاعِي إلى اللَّهِ يَلْزَمُهُ النُّورُ لِظُهُورِ الأدِلَّةِ قالَ: ﴿وسِراجًا﴾ يَمُدُّ البَصائِرَ فَيُجَلِّي ظُلُماتِ الجَهْلِ بِالعِلْمِ المُبَصِّرِ لِمَواقِعِ الزَّلَلِ كَما يَمُدُّ النُّورَ الحِسِّيَّ نُورُ الأبْصارِ. ولَمّا كانَ المَقامُ مُرْشِدًا إلى إنارَتِهِ، وكانَ مِنَ السُّرُجِ ما لا يُضِيءُ، [و] كانَ لِلتَّصْرِيحِ والتَّأْكِيدِ شَأْنٌ عَظِيمٌ قالَ: ﴿مُنِيرًا﴾ أيْ يُنِيرُ عَلى مَن أتْبَعَهُ لِيَسِيرَ في أعْظَمِ ضِياءٍ، ومَن تَخَلَّفَ عَنْهُ كانَ في أشَدِّ ظَلامٍ، [فَعَرَفَ مِنَ التَّقْيِيدِ بِالنُّورِ أنَّهُ مَحَطُّ الشَّبَهِ، وعَبَّرَ بِهِ دُونَ الشَّمْسِ لِأنَّهُ يَقْتَبِسُ مِنهُ ولا يَنْقُصُ مَعَ أنَّهُ مِن أسْماءِ الشَّمْسِ].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب