الباحث القرآني

ولَمّا وعَظَ المُؤْمِنِينَ فِيهِ ﷺ لَهُ بِما أقْبَلَ بِأسْماعِهِمْ وقُلُوبِهِمْ إلَيْهِ، وخَتَمَ بِما يُوجِبُ لَهُمُ الفَوْزَ بِما عِنْدَهُ سُبْحانَهُ، وكانَ مُعْظَمُ ذَلِكَ لَهُ ﷺ فَإنَّهُ رَأْسُ المُؤْمِنِينَ، أقْبَلَ بِالخِطابِ عَلَيْهِ ووَجَّهَهُ إلَيْهِ فَقالَ مُنَوِّهًا مِن ذِكْرِهِ ومُشِيدًا مِن قَدْرِهِ بِما يَنْتَظِمُ بِقَوْلِهِ ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: ٣٩] الآيَةُ وما جَرَّها مِنَ العِتابِ: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ﴾ [أيْ] الَّذِي مُخْبِرُهُ بِما لا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ. (p-٣٧٢)ولَمّا كانَ الكافِرُونَ - المُجاهِرُونَ مِنهم والمُساتِرُونَ - يُنْكِرُونَ الرِّسالَةَ وما تَبِعَها، أكَّدَ قَوْلَهُ في أمْرِها وفَخَّمَهُ فَقالَ: ﴿إنّا أرْسَلْناكَ﴾ أيْ بِعَظَمَتِنا بِما نُنْبِئُكَ بِهِ إلى سائِرِ خَلْقِنا ﴿شاهِدًا﴾ أيْ عَلَيْهِمْ ولَهم مُطْلَقُ شَهادَةٍ، لِأنَّهُ لا يَعْلَمُ بِالبَواطِنِ إلّا اللَّهُ، وأنْتَ مَقْبُولُ الشَّهادَةِ، فَأبْلِغْهم جَمِيعَ الرِّسالَةِ سَرَّهم ذَلِكَ أوْ ساءَهم سَرَّكَ فِعْلُهم أوْ ساءَكَ. ولَمّا كانَ المُرادُ الإعْلامَ بِرُسُوخِ قَدَمِهِ في كُلٍّ مِن هَذِهِ الأوْصافِ، عَطَفَها بِالواوِ فَقالَ: ﴿ومُبَشِّرًا﴾ أيْ لِمَن شَهِدْتَ لَهم بِخَيْرٍ بِما يَسُرُّهُمْ، وأشارَ إلى المُبالَغَةِ في البِشارَةِ بِالتَّضْعِيفِ لِما لَها مِن حُسْنِ الأثَرِ في إقْبالِ المَدْعُوِّ [ولِلتَّضْعِيفِ مِنَ الدَّلالَةِ عَلى كَثْرَةِ الفِعْلِ والمَفْعُولِ بِشارَةً بِكَثْرَةِ التّابِعِ وهو السَّبَبُ لِمَقْصُودِ السُّورَةِ]، وكانَتِ المُبالَغَةُ في النِّذارَةِ أزَيْدَ لِأنَّها أبْلَغُ في رَدِّ المُخالِفِ وهي المَقْصُودُ بِالذّاتِ مِنَ الرِّسالَةِ لِصُعُوبَةِ الِاجْتِراءِ عَلَيْها فَقالَ: ﴿ونَذِيرًا﴾ [أيْ] لِمَن شَهِدَتْ عَلَيْهِمْ [بِشَرٍّ] بِما يَسُوءُهُمْ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب