الباحث القرآني

ولَمّا تَقَرَّرَ هَذا مِن عالَمِ الأشْباحِ والخَلْقِ، ثُمَّ عالَمِ الأرْواحِ والأمْرِ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلى شُمُولِ القُدْرَةِ، وكانَ شامِلُ القُدْرَةِ لا بُدَّ وأنْ يَكُونَ (p-٢٤٣)مُحِيطَ العِلْمِ، كانَتْ نَتِيجَتُهُ لا مَحالَةَ: ﴿ذَلِكَ﴾ أيِ الإلَهُ العالِي المِقْدارِ، الواضِحُ المَنارِ ﴿عالِمُ الغَيْبِ﴾ الَّذِي تَقَدَّمَتْ مَفاتِيحُهُ آخِرَ الَّتِي قَبْلَها مِنَ الأرْواحِ والأمْرِ والخَلْقِ. ولَمّا قَدَّمَ عِلْمَ الغَيْبِ لِكَوْنِهِ أعْلى وكانَ العالَمُ بِهِ قَدْ لا يَعْلَمُ المَشْهُودَ لِكَوْنِهِ لا يُبْصِرُ قالَ: ﴿والشَّهادَةِ﴾ مِن ذَلِكَ كُلِّهِ الَّتِي مِنها تَنْزِيلُ القُرْآنِ عَلَيْكَ ووُصُولُهُ إلَيْكَ ﴿العَزِيزُ﴾ الَّذِي يُعْجِزُ كُلَّ شَيْءٍ ولا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ. ولَمّا كانَ رُبَّما قَدَحَ مُتَعَنِّتٌ في عِزَّتِهِ بِإهْمالِ العُصاةِ قالَ: ﴿الرَّحِيمُ﴾ [أيِ] الَّذِي خَصَّ أهْلَ التَّكْلِيفِ مِن عِبادِهِ بِالرَّحْمَةِ في إنْزالِ الكُتُبِ عَلى ألْسِنَةِ الرُّسُلِ، وأبانَ لَهم ما تَرْضاهُ الإلَهِيَّةُ، بَعْدَ أنْ عَمَّ جَمِيعَ الخَلائِقِ بِصِفَةِ الرَّحْمانِيَّةِ بَعْدَ الإيجادِ مِنَ الإعْدامِ بِالبِرِّ والإنْعامِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب