الباحث القرآني

(p-٢٥٩)ولَمّا نَفى اسْتِواءَهُمْ، أتْبَعَهُ حالَ كُلٍّ عَلى سَبِيلِ التَّفْصِيلِ مُعَبِّرًا بِالجَمْعِ لِأنَّ الحُكْمَ بِإرْضائِهِ وإسْخاطِهِ بِفَهْمِ الحِكَمِ عَلى الواحِدِ مِنهُ مِن بابِ الأوْلى فَقالَ: ﴿أمّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا﴾ أيْ: تَصْدِيقًا لِإيمانِهِمْ ﴿الصّالِحاتِ فَلَهم جَنّاتُ المَأْوى﴾ أيِ الجَنّاتُ المُخْتَصَّةُ دُونَ الدُّنْيا الَّتِي هي دارُ مَمَرٍّ، دُونَ النّارِ الَّتِي هي دارُ مَفَرٍّ لا مَقَرٍّ، بِتَأهُّلِها لِلْمَأْوى الكامِلِ في هَذا الوَصْفِ بِما أشارَ إلَيْهِ بِ ”ال“ ثابِتُونَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا، كَما تَبَوَّءُوا الإيمانَ الَّذِي هو أهْلٌ لِلْإقامَةِ فَلَمْ يَبْغُوا بِهِ بَدَلًا ﴿نُـزُلا﴾ أيْ عِدادًا لَهم أوَّلَ قُدُومِهِمْ في قَوْلِ الحَسَنِ وعَطاءٍ، وهو أوْفَقُ لِلْمَقامِ كَما يُعَدُّ لِلضَّيْفِ عَلى ما لاحَ ﴿بِما كانُوا﴾ جِبِلَّةً وطَبْعًا ﴿يَعْمَلُونَ﴾ دائِمًا عَلى وجْهِ التَّجْدِيدِ، فَإنَّ أعْمالَهم مِن رَحْمَةِ رَبِّهِمْ، فَإذا كانَتْ هَذِهِ الجَنّاتُ نُزُلًا فَما ظَنُّكَ بِما بَعْدَ ذَلِكَ! وهو لَعَمْرِي ما أشارَ إلَيْهِ [قَوْلَهُ] ﷺ: «ما لا عَيْنٌ رَأتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ» وهم كُلَّ لَحْظَةٍ في زِيادَةٍ لِأنَّ قُدْرَةَ اللَّهِ لا نِهايَةَ لَها، فَإيّاكَ أنْ يَخْدَعَكَ خادِعٌ أوْ يَغُرَّكَ مُلْحِدٌ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب