الباحث القرآني

ولَمّا كانَ ذَلِكَ قَدْ لا يَكُونُ دائِمًا. وكانَ لا سُرُورَ بِشَيْءٍ مُنْقَطِعٍ قالَ: ﴿خالِدِينَ فِيها﴾ أيْ دائِمًا. ولَمّا كانَتِ الثِّقَةُ بِالوَعْدِ عَلى قَدْرِ الثِّقَةِ بِالواعِدِ، وكانَ إنْجازُ الوَعْدِ (p-١٥٢)مِنَ الحِكْمَةِ، قالَ مُؤَكِّدًا لِمَضْمُونِ الوَعْدِ بِالجَنّاتِ: ﴿وعْدَ اللَّهِ﴾ الَّذِي لا شَيْءَ أجَلُّ مِنهُ؛ فَلا وعْدَ أصْدَقُ مِن وعْدِهِ، ثُمَّ أكَّدَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿حَقًّا﴾ أيْ ثابِتًا ثَباتًا لا شَيْءَ مِثْلُهُ، لِأنَّهُ وعْدُ مَن لا شَيْءَ مِثْلُهُ ولا كُفُؤَ لَهُ. ولَمّا كانَ النَّفْسُ الغَرِيبُ جَدِيرًا بِالتَّأْكِيدِ، أتى بِصِفَتَيْنِ مِمّا أفْهَمُهُ الإتْيانُ بِالجَلالَةِ تَصْرِيحًا بِهِما تَأْكِيدًا لِأنَّ هَذا لا بُدَّ مِنهُ فَقالَ: ﴿وهُوَ﴾ أيْ وعَدَ بِذَلِكَ والحالُ أنَّهُ ﴿العَزِيزُ﴾ فَلا يَغْلِبُهُ شَيْءٌ ﴿الحَكِيمُ﴾ أيِ المُحْكِمُ لِما يَقُولُهُ ويَفْعَلُهُ، فَلا يُسْتَطاعُ نَقْضُهُ ولا نَقْصُهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب