الباحث القرآني

ولَمّا كانَ الإحْسانُ ما دَعَتْ إلَيْهِ سُورَةُ الرُّومِ مِنَ الإيمانِ بِلِقاءِ اللَّهِ، مُنَزَّهًا عَنْ شَوائِبِ النَّقْصِ، مَوْصُوفًا بِأوْصافِ الكَمالِ، مَعْبُودًا بِما شَرَعَهُ عَلى وجْهِ الإخْلاصِ، والِانْقِيادِ مَعَ الدَّلِيلِ كَيْفَما تَوَجَّهَ، والدَّوَرانِ مَعَهُ كَيْفَما دارَ، وكانَ ذَلِكَ هو عَيْنُ الحِكْمَةِ، قالَ تَعالى: ﴿هُدًى﴾ أيْ حالَ كَوْنِها أوْ كَوْنِهِ بَيانًا مُتْقَنًا ﴿ورَحْمَةً﴾ أيْ حامِلًا عَلى القِيامِ بِكُلِّ ما دَعا إلَيْهِ، والتَّقْدِيرُ عَلى قِراءَةِ حَمْزَةَ بِالرَّفْعِ: هي أوْ (p-١٤٤)هُوَ، [و] قالَ: ﴿لِلْمُحْسِنِينَ﴾ إشارَةً إلى أنَّ مِن حِكْمَتِهِ أنَّهُ خاصٌّ في هَذا الكَمالِ وضْعًا لِلشَّيْءِ في مَحَلِّهِ بِهَذا الصِّنْفِ، وهُمُ الَّذِينَ لَزِمُوا التَّقْوى فَأدَتْهم إلى الإحْسانِ، وهو عِبادَتُهُ تَعالى عَلى المُكاشَفَةِ والمُراقَبَةِ فَهي لَهُ أوْ هو لَها آخِرٌ،
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب