الباحث القرآني

(p-١)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ الرُّومِ مَقْصُودُها إثْباتُ الأمْرِ كُلِّهِ لِلَّهِ، فَتَأْتِي الوَحْدانِيَّةُ والقُدْرَةُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ، فَيَأْتِي البَعْثُ ونَصْرُ أوْلِيائِهِ، وخِذْلانُ أعْدائِهِ، وهَذا هو المَقْصُودُ بِالذّاتِ، واسْمُ السُّورَةِ واضِحُ الدَّلالَةِ عَلَيْهِ بِما كانَ مِنَ السَّبَبِ في نَصْرِ الرُّومِ مِنَ الوَعْدِ الصّادِقِ والسِّرِّ المَكْتُومِ ”بِسْمِ اللَّهِ“ الَّذِي يَمْلِكُ الأمْرَ كُلَّهُ ”الرَّحْمَنِ“ الَّذِي رَحِمَ الخَلْقَ كُلَّهم بِنَصْبِ الأدِلَّةِ ”الرَّحِيمِ“ الَّذِي لَطَفَ بِأوْلِيائِهِ فَأنْجاهم مِن كُلِّ ضارٍّ، وحَباهم كُلَّ نافِعٍ سارٍّ. لَمّا خَتَمَ سُبْحانَهُ الَّتِي قَبْلَها بِأنَّهُ مَعَ المُحْسِنِينَ قالَ: ﴿الم﴾ مُشِيرًا بِألِفِ القِيامِ والعُلُوِّ ولامِ الوُصْلَةِ ومِيمِ التَّمامِ إلى أنَّ المَلِكَ الأعْلى القَيُّومَ أرْسَلَ جِبْرائِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ - الَّذِي هو وُصْلَةٌ بَيْنَهُ وبَيْنَ أنْبِيائِهِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ - إلى أشْرَفِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ ﷺ المَبْعُوثِ لِإتْمامِ مَكارِمِ الأخْلاقِ، يُوحِي إلَيْهِ وحْيًا مُعْلِمًا بِالشّاهِدِ والغائِبِ، فَيَأْتِي الأمْرُ عَلى ما أخْبَرَ بِهِ دَلِيلًا عَلى صِحَّةِ رِسالَتِهِ، (p-٢)وكَمالِ عِلْمِ مُرْسِلِهِ، وشُمُولِ قُدْرَتِهِ، ووُجُوبِ وحْدانِيَّتِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب