الباحث القرآني

وكَأنَّها لَمّا سَمِعَتْ ذَلِكَ امْتَلَأتْ تَعَجُّبًا فاسْتَخَفَّها ذَلِكَ إلى الِاسْتِعْجالِ بِالسُّؤالِ قَبْلَ إكْمالِ المَقالِ بِأنْ ﴿قالَتْ رَبِّ﴾ أيُّها المُحْسِنُ إلَيَّ ﴿أنّى﴾ أيْ مِن أيْنَ وكَيْفَ ﴿يَكُونُ لِي﴾ ولَمّا كانَ اسْتِبْعادُها لِمُطْلَقِ الحَبَلِ، لا بِقَيْدِ كَوْنِهِ ذَكَرًا كَما في قِصَّةِ زَكَرِيّا عَلَيْهِ السَّلامُ قالَتْ ﴿ولَدٌ﴾ وقالَتْ: ﴿ولَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ﴾ لِفَهْمِها ذَلِكَ مِن نِسْبَتِهِ إلَيْها فَقَطْ. قالَ الحَرالِّيُّ: والبَشَرُ هو اسْمُ المَشْهُودِ مِنَ الآدَمِيِّ في جُمْلَتِهِ بِمَنزِلَةِ الوَجْهِ في أعْلى قامَتِهِ، مِن مَعْنى البَشَرَةِ، وهو ظاهِرُ الجِلْدِ انْتَهى (ولَعَلَّ هَذا الكَلامَ خَطَرَ لَها ولَمْ تَلْفِظْ بِهِ فَعَلِمَ المَلَكُ عَلَيْهِ السَّلامُ أنَّهُ شَغَلَ فِكْرَها فَأجابَها عَنْهُ لِتَفْرِيغِ الفَهْمِ بِأنْ ﴿قالَ كَذَلِكِ﴾ أيْ مِثْلِ هَذا الفِعْلِ العَظِيمِ الشَّأْنِ العالِي الرُّتْبَةِ يَكُونُ ما بَشَّرْتُكِ بِهِ) ولَمّا كانَ اسْتِبْعادُها لِمُطْلَقِ التَّكْوِينِ مِن (p-٤٠١)غَيْرِ سَبَبٍ أصْلًا عَبَّرَ في تَعْلِيلِ ذَلِكَ بِالخَلْقِ فَقالَ: ﴿اللَّهُ﴾ أيِ المَلِكُ الأعْظَمُ الَّذِي لا اعْتِراضَ عَلَيْهِ ﴿يَخْلُقُ﴾ أيْ يُقَدِّرُ ويَصْنَعُ ويَخْتَرِعُ ﴿ما يَشاءُ﴾ فَعَبَّرَ بِالخَلْقِ إشارَةً إلى أنَّ العَجَبَ فِيهِ لا في مُطْلَقِ الفِعْلِ كَما في يَحْيى عَلَيْهِ السَّلامُ مِن جَعْلِ الشَّيْخِ كالشّابِّ، ثُمَّ عَلَّلَ ذَلِكَ بِما بَيَّنَ سُهُولَتَهُ فَقالَ: ﴿إذا قَضى أمْرًا﴾ أيْ جَلَّ أوْ قَلَّ ﴿فَإنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ بَيانًا لِلْكَلِمَةِ،
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب