الباحث القرآني

ولَمّا كانَ اللَّهُ - سُبْحانَهُ وتَعالى - هو المالِكُ التّامُّ المُلْكِ؛ فَهو ذُو التَّصَرُّفِ المُطْلَقِ؛ الَّذِي لا يَجِبُ عَلَيْهِ شَيْءٌ؛ ولا يَقْبُحُ مِنهُ شَيْءٌ؛ أشارَ إلى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ - مُلَقِّنًا لَهُمْ؛ مُكَرِّرًا صِفَةَ الإحْسانِ؛ تَنْبِيهًا عَلى مَزِيدِ الِابْتِهالِ؛ والتَّضَرُّعِ؛ (p-١٦٠)والتَّخَضُّعِ؛ والتَّخَشُّعِ -: ﴿رَبَّنا وآتِنا ما وعَدْتَنا﴾؛ ثُمَّ أشارَ إلى صِدْقِ هَذا الوَعْدِ بِحَرْفِ الِاسْتِعْلاءِ؛ الدّالِّ عَلى الِالتِزامِ؛ والوُجُوبِ؛ فَقالَ: ﴿عَلى رُسُلِكَ﴾؛ أيْ: مِن إظْهارِ الدِّينِ؛ والنَّصْرِ عَلى الأعْداءِ؛ وحُسْنِ العاقِبَةِ؛ وإيراثِ الجَنَّةِ؛ في مِثْلِ قَوْلِهِ (تَعالى): ﴿وبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ أنَّ لَهم جَنّاتٍ﴾ [البقرة: ٢٥]؛ وفي الدُّعاءِ بِذَلِكَ إشارَةٌ إلى أنَّهُ لا يَجِبُ عَلى اللَّهِ - سُبْحانَهُ وتَعالى - شَيْءٌ؛ ولَوْ تَقَدَّمَ بِهِ وعْدُهُ الصّادِقُ؛ وإنْ كُنّا نَعْتَقِدُ أنَّهُ لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيْهِ؛ ﴿ولا تُخْزِنا يَوْمَ القِيامَةِ﴾؛ أيْ: بِالمُؤاخَذَةِ بِالسَّيِّئاتِ؛ ثُمَّ أرْشَدَهم إلى الإلْهابِ؛ والتَّهْيِيجِ؛ مَعَ التَّنْبِيهِ عَلى ما نَبَّهَ عَلَيْهِ أوَّلًا؛ مِن أنَّهُ لا يَجِبُ عَلَيْهِ شَيْءٌ؛ بِقَوْلِهِ - باسِطًا لَهم بِلَذَّةِ المُنادَمَةِ بِالمُخاطَبَةِ -: ﴿إنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب