الباحث القرآني

﴿فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ﴾؛ أيْ: الحاوِي لِجَمِيعِ الكَمالِ؛ مِن ذَلِكَ الفَوْزِ الكَبِيرِ؛ ﴿مِن فَضْلِهِ﴾؛ لِأنَّهُ لَوْ حاسَبَهم عَلى أقَلِّ نِعْمَةٍ مِن نِعَمِهِ لَمْ تُوَفَّ جَمِيعُ أعْمالِهِمْ بِها؛ لَأنَّ أعْمالَهم مِن نِعَمِهِ؛ فَأعْلَمَنا - سُبْحانَهُ وتَعالى - بِهَذا؛ تَسْلِيَةً؛ وحُسْنَ تَعْزِيَةٍ أنْ لَمْ يَفُتْ مِنهم إلّا حَياةُ الكَدَرِ الَّتِي لا مَطْمَعَ لِأحَدٍ في بَقائِها؛ وإنْ طالَ المَدى؛ وبَقِيَتْ لَهم (p-١٢٢)حَياةُ الصَّفاءِ الَّتِي لا انْفِكاكَ لَها؛ ولا آخِرَ لِنَعِيمِها؛ بِغَمٍّ يَلْحَقُهُمْ؛ ولا فِتْنَةٍ تَنالُهُمْ؛ ولا حُزْنٍ يَعْتَرِيهِمْ؛ ولا دَهْشٍ يُلِمُّ بِهِمْ في وقْتِ الحَشْرِ؛ ولا غَيْرِهِ؛ فَلا غَفْلَةَ لَهُمْ؛ فَكانَ ذَلِكَ مُذْهِبًا لِحُزْنِ مَن خَلَّفُوهُ؛ ومُرَغِّبًا لَهم في الأسْبابِ المُوصِلَةِ إلى مِثْلِ حالِهِمْ؛ وهَذا - واللَّهُ - سُبْحانَهُ وتَعالى - أعْلَمُ - مَعْنى الشَّهادَةِ؛ أيْ: إنَّهم لَيْسَتْ لَهم حالُ غَيْبَةٍ؛ لِأنَّ دائِمَ الحَياةِ بِلا كَدَرٍ أصْلًا كَذَلِكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب