الباحث القرآني

ولَمّا أزاحَ - سُبْحانَهُ وتَعالى - العِلَلَ؛ وشَفى الغَلَلَ؛ وخَتَمَ بِأنَّهُ لا مَفَرَّ مِنَ القَدْرِ؛ فَلَمْ يَبْقَ عِنْدَ أهْلِ الإيمانِ إلّا ما طُبِعَ عَلَيْهِ الإنْسانُ مِنَ الأسَفِ عَلى فَقْدِ الإخْوانِ؛ وكانَ سُرُورُ المَفْقُودِ يُبْرِدُ غِلَّةُ المَوْجُودُ؛ بَشَّرَهم بِحَياتِهِمْ؛ وما نالُوهُ مِن لَذّاتِهِمْ؛ ولَمّا كانَ العَرَبُ بِعِيدِينَ قَبْلَ الإسْلامِ (p-١٢١)مِنَ اعْتِقادِ الحَياةِ بَعْدَ المَوْتِ؛ خاطَبَ الَّذِي لا رَيْبَ في عِلْمِهِ بِذَلِكَ؛ إشارَةً إلى أنَّهُ لا يَفْهَمُهُ حَقَّ فَهْمِهِ سِواهُ؛ كَما أشارَ إلَيْهِ قَوْلُهُ في ”البَقَرَةِ“؛ ﴿ولَكِنْ لا تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: ١٥٤]؛ فَقالَ (تَعالى) - عاطِفًا عَلى ”قُلْ“؛ مُحَبِّبًا في الجِهادِ؛ إزالَةً لِما بَغَّضَهُ بِهِ المُنافِقُونَ مِن أنَّهُ سَبَبُ المَوْتِ -: ﴿ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا﴾؛ أيْ: وقَعَ لَهُمُ القَتْلُ في هَذِهِ الغَزْوَةِ؛ أوْ غَيْرِها؛ ﴿فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾؛ أيْ: المَلِكِ الأعْظَمِ؛ واللَّهُ أعْلَمُ بِمَن يُقْتَلُ في سَبِيلِهِ؛ ﴿أمْواتًا﴾؛ أيْ: الآنَ؛ ﴿بَلْ﴾؛ هم ﴿أحْياءٌ﴾؛ وبَيَّنَ زِيادَةَ شَرَفِهِمْ؛ مُعَبِّرًا عَنْ تَقَرُّبِهِمْ؛ بِقَوْلِهِ: ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾؛ أيْ: المُحْسِنِ إلَيْهِمْ في كُلِّ حالٍ؛ فَكَيْفَ في حالِ قَتْلِهِمْ فِيهِ؟ حَياةً لَيْسَتْ كالحَياةِ الدُّنْيَوِيَّةِ؛ فَحَقَّقَ حَياتَهم بِقَوْلِهِ: ﴿يُرْزَقُونَ﴾؛ أيْ: رِزْقًا يَلِيقُ بِحَياتِهِمْ؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب