الباحث القرآني

ولَمّا أفْهَمَ الإنْكارُ عَلى مَن سَوّى بَيْنَ النّاسِ أنَّهم مُتَمايِزُونَ؛ صَرَّحَ بِذَلِكَ في قَوْلِهِ: ﴿هم دَرَجاتٌ﴾؛ أيْ: مُتَبايِنُونَ تَبايُنَ الدَّرَجاتِ؛ ولَمّا كانَ اعْتِبارُ التَّفاوُتِ لَيْسَ بِما عِنْدَ الخَلْقِ قالَ: ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾؛ أيْ: المَلِكِ الأعْلى في حُكْمِهِ؛ وعِلْمِهِ؛ وإنْ خَفِيَ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ؛ لِأنَّ اللَّهَ - سُبْحانَهُ وتَعالى - خَلَقَهُمْ؛ فَهو عالِمٌ بِهِمْ حِينَ خَلَقَهُمْ؛ ﴿واللَّهُ﴾؛ أيْ: الَّذِي لَهُ جَمِيعُ صِفاتِ الكَمالِ؛ ﴿بَصِيرٌ﴾؛ أيْ: بِالبَصَرِ؛ والعِلْمِ؛ ﴿بِما يَعْمَلُونَ﴾؛ أيْ: بَعْدَ إيجادِهِمْ؛ لِأنَّ ذَلِكَ أيْضًا خَلْقُهُ وتَقْدِيرُهُ؛ ولَيْسَ لَهم فِيهِ إلّا نِسْبَتُهُ (p-١١٥)إلَيْهِمْ بِالكَسْبِ؛ فَهو يُجازِيهِمْ بِحَسَبِ تِلْكَ الأعْمالِ؛ فَكَيْفَ يُتَخَيَّلُ أنَّهُ يُساوِي بَيْنَهم في المَآلِ؛ وقَدْ فاوَتَ بَيْنَهم في الحالِ؛ وهو الحَكَمُ العَدْلُ؟! فَعُلِمَ بِما في هَذا الخِتامِ مِن إحاطَتِهِ بِتَفاصِيلِ الأعْمالِ صِحَّةُ ما ابْتُدِئَ بِهِ الكَلامُ مِنَ التَّوْفِيَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب