الباحث القرآني

ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: ”فَإذا فَعَلُوا ما يُحِبُّهُ؛ أعْطاهم مُناهُمْ؛ مِمّا عَزَمُوا عَلَيْهِ لِأجْلِهِ“؛ اسْتَأْنَفَ الإخْبارَ بِما يُقْبِلُ بِقُلُوبِهِمْ إلَيْهِ؛ ويَقْصُرُ هِمَمَهم عَلَيْهِ؛ بِأنَّ مَن نَصَرَهُ هو المَنصُورُ؛ ومَن خَذَلَهُ هو المَخْذُولُ؛ فَقالَ (تَعالى): ﴿إنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ﴾؛ أيْ: الَّذِي لَهُ جَمِيعُ العَظَمَةِ؛ ﴿فَلا غالِبَ لَكُمْ﴾؛ أيْ: إنْ كانَ نَبِيُّكم ﷺ بَيْنَكُمْ؛ أوْ لا؛ فَما بالُكم وهَنْتُمْ لَمّا صاحَ إبْلِيسُ: إنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ؟! وهَلّا فَعَلْتُمْ كَما فَعَلَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ - رَضِيَ اللَّهُ (تَعالى) عَنْهُ -؛ وكَما فَعَلَ أنَسُ بْنُ النَّضْرِ - رَضِيَ اللَّهُ (تَعالى) عَنْهُ - حِينَ قالَ: ”مُوتُوا عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ نَبِيُّكم ﷺ! فَهو أعْذَرُ لَكم عِنْدَ رَبِّكُمْ“؛ ﴿وإنْ يَخْذُلْكُمْ﴾؛ أيْ: بِإمْكانِ العَدُوِّ مِنكُمْ؛ ﴿فَمَن ذا الَّذِي يَنْصُرُكم مِن بَعْدِهِ﴾؛ أيْ: مِن نَبِيٍّ؛ أوْ غَيْرِهِ؛ ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: ”فَعَلى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ“؛ عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ: ﴿وعَلى اللَّهِ﴾؛ أيْ: المَلِكِ الأعْظَمِ؛ وحْدَهُ؛ لا عَلى نَبِيٍّ؛ ولا عَلى قُوَّةٍ بَعْدُ؛ ولا بِمالِ مِن غَنِيمَةٍ؛ ولا غَيْرِها؛ ﴿فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ﴾؛ أيْ: كُلُّهُمْ؛ فَيَكُونَ ذَلِكَ أمارَةَ صِحَّةِ إيمانِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب