الباحث القرآني

ولَمّا ذَكَرَ أشْرَفَ المَوْتِ؛ بادِئًا بِأشْرَفِهِ؛ ذَكَرَ ما دُونَهُ؛ بادِئًا بِأدْناهُ؛ فَقالَ: ﴿ولَئِنْ مُتُّمْ أوْ قُتِلْتُمْ﴾؛ أيْ: في أيِّ وجْهٍ كانَ؛ عَلى حَسَبِ ما قُدِّرَ عَلَيْكم في الأزَلِ؛ ﴿لإلى اللَّهِ﴾؛ أيْ: الَّذِي هو مُتَوَفِّيكُمْ؛ لا غَيْرُهُ؛ وهو ذُو الجَلالِ والإكْرامِ؛ الَّذِي يَنْبَغِي أنْ يُعْبَدَ لِذاتِهِ؛ ودَلَّ عَلى عَظَمَتِهِ؛ بَعْدَ الدَّلالَةِ بِالِاسْمِ الأعْظَمِ؛ بِالبِناءِ لِلْمَجْهُولِ؛ فَقالَ: ﴿تُحْشَرُونَ﴾؛ فَإنْ كانَ ذَلِكَ المَوْتُ؛ أوِ القَتْلُ عَلى طاعَتِهِ؛ أثابَكُمْ؛ وإلّا عاقَبَكُمْ؛ والحاصِلُ أنَّهُ لا حِيلَةَ في دَفْعِ المَوْتِ عَلى حالَةٍ مِنَ الحالاتِ؛ قَتْلٍ؛ أوْ غَيْرِهِ؛ ولا في الحَشْرِ إلَيْهِ - سُبْحانَهُ وتَعالى -؛ وأمّا الخَلاصُ مِن هَوْلِ ذَلِكَ اليَوْمِ؛ فَفِيهِ حِيلَةٌ بِالطّاعَةِ؛ واللَّهُ - سُبْحانَهُ وتَعالى – المُوَفِّقُ؛ وما أحْسَنَ ما قالَ عَنْتَرَةُ في نَحْوِهِ! وهو (p-١٠٦)جاهِلِيٌّ؛ فالمُؤْمِنُ أوْلى مِنهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ: ؎بَكَرَتْ تُخَوِّفُنِي الحُتُوفُ كَأنَّنِي ∗∗∗ أصْبَحْتُ عَنْ غَرَضِ الحُتُوفِ بِمَعْزِلِ ؎فَأجَبْتُها إنَّ المَنِيَّةَ مَنهَلٌ ∗∗∗ ∗∗∗ لا بُدَّ أنْ أُسْقى بِكَأْسِ المَنهَلِ ؎فاقَنَيْ حَياءَكِ لا أبا لَكِ واعْلَمِي ∗∗∗ ∗∗∗ أنِّي امْرُؤٌ سَأمُوتُ إنْ لَمْ أُقْتَلِ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب