الباحث القرآني

ولَمّا كانَ ﷺ حَرِيصًا عَلى طَلَبِ الإدالَةِ عَلَيْهِمْ؛ لِيُمَثِّلَ بِهِمْ؛ كَما مَثَّلُوا بِعَمِّهِ حَمْزَةَ؛ وعِدَّةٍ مِن أصْحابِهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم - قالَ (تَعالى): ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ﴾؛ أيْ: فِيهِمْ؛ ولا غَيْرِهِمْ؛ ﴿شَيْءٌ﴾؛ مُوَسِّطًا لَهُ بَيْنَ المُتَعاطِفاتِ؛ يَعْنِي: مِنَ الإدالَةِ عَلَيْهِمْ؛ بِقَتْلٍ؛ أوْ هَزِيمَةٍ؛ تُدْرِكُ بِهِما ما تُرِيدُ؛ بَلِ الأمْرُ لَهُ كُلُّهُ؛ إنْ أرادَ فَعَلَ بِهِمْ ما تُرِيدُ؛ وإنْ أرادَ مَنَعَكَ مِنهُ بِالتَّوْبَةِ عَلَيْهِمْ؛ أوْ إماتَتِهِمْ عَلى الكُفْرِ؛ حَتْفَ الأنْفِ؛ فَيَتَوَلّى هو عَذابَهُمْ؛ وذَلِكَ مَعْنى قَوْلِهِ: ﴿أوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾؛ أيْ: كُلِّهِمْ؛ بِما يَكْشِفُ عَنْ قُلُوبِهِمْ مِن حِجابِ الغَفْلَةِ؛ فَيَرْجِعُوا عَمّا هم عَلَيْهِ مِنَ الظُّلْمِ؛ ﴿أوْ يُعَذِّبَهُمْ﴾؛ كُلَّهُمْ؛ بِأيْدِيكُمْ؛ بِأنْ تَسْتَأْصِلُوهُمْ؛ فَلا يُفْلِتَ مِنهم أحَدٌ؛ أوْ يُعَذِّبَهم هو مِن (p-٦١)غَيْرِ واسِطَتِكُمْ؛ بِما يَسْتَدْرِجُهم بِهِ؛ مِمّا يُوجِبُ إصْرارَهم حَتّى يَمُوتُوا عَلى الكُفْرِ؛ مَعَ النَّصْرِ عَلَيْكم وغَيْرِهِ؛ مِمّا هو لَهم في صُورَةِ النِّعَمِ؛ المُوجِبُ لِزِيادَةِ عِقابِهِمْ؛ ثُمَّ عَلَّلَ الأقْسامَ الأرْبَعَةَ بِقَوْلِهِ: ﴿فَإنَّهم ظالِمُونَ﴾؛ وفي ”المَغازِي“؛ مِن صَحِيحِ البُخارِيِّ؛ مُعَلَّقًا عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أبِي سُفْيانَ قالَ: ”سَمِعْتُ سالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «“كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدْعُو عَلى صَفْوانَ بْنِ أُمَيَّةَ؛ وسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو؛ والحارِثِ بْنِ هِشامٍ؛ فَنَزَلَتْ: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ﴾؛ إلى قَوْلِهِ: ﴿ظالِمُونَ﴾ ”؛» ورَواهُ مَوْصُولًا في“المَغازِي”؛ و“التَّفْسِيرِ”؛ و“الِاعْتِصامِ”؛ عَنْ سالِمٍ؛ عَنْ أبِيهِ؛ بِغَيْرِ هَذا اللَّفْظِ؛ وفِيهِ: «“اللَّهُمَّ العَنْ فُلانًا؛ وفُلانًا"».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب