الباحث القرآني

ولَمّا كانَ ما أخْبَرَتْ بِهِ هَذِهِ الجُمَلُ مِن بُغْضِهِمْ؛ وشِدَّةِ عَداوَتِهِمْ؛ مُحْتاجًا؛ لِيَصِلَ إلى المُشاهَدَةِ؛ إلى بَيانٍ؛ دَلَّ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: ﴿إنْ تَمْسَسْكُمْ﴾؛ أيْ: مُجَرَّدَ مَسٍّ؛ ﴿حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ﴾؛ ولَمّا كانَ هَذا دَلِيلًا شُهُودِيًّا؛ ولَكِنَّهُ لَيْسَ صَرِيحًا؛ أتْبَعَهُ الصَّرِيحَ بِقَوْلِهِ: ﴿وإنْ تُصِبْكُمْ﴾؛ أيْ: بِقُوَّةِ مَرِّها؛ وشِدَّةِ وقْعِها؛ وضُرِّها؛ ﴿سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها﴾؛ ولَمّا كانَ هَذا أمْرًا مُبَكِّتًا غائِظًا مُؤْلِمًا؛ داواهم بِالإشارَةِ إلى النَّصْرِ؛ مَشْرُوطًا بِشَرْطِ التَّقْوى؛ والصَّبْرِ؛ فَقالَ: ﴿وإنْ تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا﴾؛ أيْ: تَكُونُوا مِن أهْلِ الصَّبْرِ والتَّقْوى؛ ﴿لا يَضُرُّكم كَيْدُهم شَيْئًا﴾؛ ثُمَّ عَلَّلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: (p-٤١)﴿إنَّ اللَّهَ﴾؛ أيْ: ذا الجَلالِ والإكْرامِ؛ ﴿بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾؛ أيْ: فَهو يُعِدُّ لِكُلِّ كَيْدٍ ما يُبْطِلُهُ؛ والمَعْنى- عَلى قِراءَةِ الخِطابِ -: ”بِعَمَلِكم كُلِّهِ؛ فَمَن صَبَرَ واتَّقى ظَفَّرْتُهُ؛ ومَن عَمِلَ عَلى غَيْرِ ذَلِكَ انْتَقَمْتُ مِنهُ“.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب