الباحث القرآني

ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: فالَّذِينَ كَفَرُوا وعَمِلُوا السَّيِّئاتِ لِنَجْزِيَنَّهم أجْمَعِينَ، ولَكِنَّهُ طَواهُ لِأنَّ السِّياقَ لِأهْلِ الرَّجاءِ، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ: ﴿والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا﴾ تَصْدِيقًا لِإيمانِهِمْ ﴿الصّالِحاتِ﴾ في الشِّدَّةِ والرَّخاءِ عَلى حَسَبِ طاقَتِهِمْ، وأشارَ بِقَوْلِهِ: ﴿لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهم سَيِّئاتِهِمْ﴾ إلى أنَّ الإنْسانَ وإنِ اجْتَهَدَ لابُدَّ أنْ يَزِلَّ لِأنَّهُ مَجْبُولٌ عَلى النَّقْصِ، فالصَّلاةُ إلى الصَّلاةِ كَفّارَةٌ لِما بَيْنَهُما ما لَمْ يُؤْتِ الكَبائِرَ، والجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ ورَمَضانُ إلى رَمَضانَ ونَحْوُ ذَلِكَ مِمّا ورَدَتْ بِهِ الأخْبارُ عَنِ النَّبِيِّ المُخْتارِ ﷺ. وزادَهُ فَضْلًا وشَرَفًا لَدَيْهِ؛ قالَ البَغَوِيُّ: والتَّكْفِيرُ إذْهابُ السَّيِّئَةِ بِالحَسَنَةِ، أوْ لِنَغْفِرَنَّ لَهُمُ الشِّرْكَ وما عَمِلُوا فِيهِ، (p-٣٩٥)وأكَّدَ لِأنَّ الإنْسانَ مَجْبُولٌ عَلى الِانْتِقامِ مِمَّنْ أساءَ ولَوْ بِكَلِمَةٍ ولَوْ بِالِامْتِنانِ [بِذِكْرِ العَفْوِ فَلا يَكادُ يُحَقِّقُ غَيْرَ ما طُبِعَ عَلَيْهِ، ولَمّا بَشَّرَهم بِالعَفْوِ عَنِ العِقابِ، أتَمَّ البُشْرى بِالِامْتِنانِ] بِالثَّوابِ، فَقالَ عاطِفًا عَلى ما تَقْدِيرُهُ: ولَنُثِبِّتَنَّ لَهم حَسَناتِهِمْ ﴿ولَنَجْزِيَنَّهُمْ﴾ أيْ: في الإسْلامِ ﴿أحْسَنَ الَّذِي كانُوا﴾ أيْ: كَوْنًا يَحْمِلُهم عَلى أتَمِّ رَغْبَةٍ ﴿يَعْمَلُونَ﴾ أيْ: أحْسَنَ جَزاءٍ ما عَمِلُوهُ في الإسْلامِ وما قَبْلَهُ وفي طَبْعِهِمْ أنْ يَعْمَلُوهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب