الباحث القرآني

ولَمّا خَوَّفَ [عِبادَهُ] المُحْسِنِينَ والمُسِيئِينَ، وضَرَبَهم بِسَوْطِ القَهْرِ أجْمَعِينَ، أشارَ إلى التَّلْوِيحِ بِتَهْدِيدِ الكاذِبِينَ في التَّصْرِيحِ بِتَشْوِيقِ (p-٣٩٣)الصّادِقِينَ فَقالَ عَلى سَبِيلِ الِاسْتِنْتاجِ مِمّا مَضى: ﴿مَن كانَ يَرْجُو﴾ عَبَّرَ بِهِ لِأنَّ الرَّجاءَ كافٍ عَنِ الخَوْفِ مِنهُ سُبْحانَهُ: ﴿لِقاءَ اللَّهِ﴾ أيْ: الجامِعِ لِصِفاتِ الكَمالِ، فَلا يَجُوزُ عَلَيْهِ تَرْكُ البَعْثِ فَإنَّهُ نَقْصٌ ومُنابِذٌ لِلْحِكْمَةِ، وشَبَّهَ البَعْثَ بِاللِّقاءِ لِانْكِشافِ كَثِيرٍ مِنَ الحُجُبِ بِهِ وحُضُورِ الجَزاءِ. ولَمّا كانَ المُنْكِرُ لِلْبَعْثِ كَثِيرًا، أكَّدَ فَقالَ مَوْضِعَ: فَإنَّهُ آتٍ فَلْيَحْذَرْ ولِيُبَشَّرْ، تَفْخِيمًا لِلْأمْرِ وتَثْبِيتًا وتَهْوِيلًا: ﴿فَإنَّ أجَلَ اللَّهِ﴾ أيْ: المَلِكِ الأعْلى الَّذِي لَهُ الغِنى المُطْلَقُ وجَمِيعُ صِفاتِ الكَمالِ المَحْتُومِ لِذَلِكَ ﴿لآتٍ﴾ لا مَحِيصَ عَنْهُ، فَإنَّهُ لا يَجُوزُ عَلَيْهِ [وُقُوعُ] إخْلافِ الوَعْدِ، ولِذَلِكَ عَبَّرَ بِالِاسْمِ الأعْظَمِ، ولِلْإشارَةِ إلى أنَّ أهْوالَ اللِّقاءِ لا يُحِيطُ لَها العَدُّ، ولا يَحْصُرُها حَدٌّ، فَلْيُعَتَدَّ لِذَلِكَ بِالمُجاهِدَةِ والمُقاتَلَةِ لِنَفْسِهِ مَن يَنْصَحُها، وقالَ تَعالى: ﴿وهُوَ﴾ أيْ: وحْدَهُ ﴿السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ حَثًّا عَلى تَطْهِيرِ الظّاهِرِ والباطِنِ في العَقْدِ والقَوْلِ والفِعْلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب