الباحث القرآني

ولِهَذا سَبَّبَ وعَقَّبَ عَنْ وعْظِهِمُ الحَسَنِ وجَوابِهِ الخَشِنِ قَوْلَهُ سُبْحانَهُ دَلِيلًا عَلى إجْرامِهِ، وطُغْيانِهِ في آثامِهِ: ﴿فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ﴾ أيْ: الَّذِينَ نَصَحُوهُ في الِاقْتِصادِ في شَأْنِهِ، والإكْثارِ في الجُودِ عَلى إخْوانِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ حالَهُ مُعَظِّمًا لَها بِقَوْلِهِ: ﴿فِي زِينَتِهِ﴾ أيْ: الَّتِي تُناسِبُ ما ذَكَرْنا مِن أمْوالِهِ، وتَعاظُمِهِ في كَمالِهِ مِن أفْعالِهِ وأقَوالِهِ. ولَمّا كانَ كَأنَّهُ قِيلَ: ما قالُ قَوْمُهُ؟ قِيلَ: ﴿قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ﴾ أيْ: هم بِحَيْثُ يَتَجَدَّدُ مِنهم أنْ يُرِيدُوا ﴿الحَياةَ الدُّنْيا﴾ مِنهم لِسُفُولِ الهِمَمِ وقُصُورِ النَّظَرِ عَلى الفانِي، لِكَوْنِهِمْ أهْلَ جَهْلٍ وإنْ كانَ قَوْلُهم مِن بابِ الغِبْطَةِ لا مِنَ الحَسَدِ الَّذِي هو تَمَنِّي زَوالِ نِعْمَةِ المَحْسُودِ: ﴿يا لَيْتَ لَنا﴾ أيْ: نَتَمَنّى تَمَنِّيًا عَظِيمًا أنْ نُؤْتى مِن أيِّ مُؤْتٍ كانَ وعَلى أيِّ وجْهٍ كانَ ﴿مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ﴾ مِن هَذِهِ الزِّينَةِ وما تَسَبَّبَتْ عَنْهُ مِنَ العِلْمِ، حَتّى لا نَزالَ أصْحابَ أمْوالٍ، ثُمَّ عَظَّمُوها بِقَوْلِهِمْ مُؤَكِّدِينَ لِعِلْمِهِمْ أنَّ مَن يُرِيدُ الآخِرَةَ يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ: ﴿إنَّهُ لَذُو حَظٍّ﴾ أيْ: نَصِيبٍ وبَخْتٍ في الدُّنْيا ﴿عَظِيمٍ﴾ بِما أُوتِيَهُ مِنَ العَلَمِ الَّذِي كانَ سَبَبًا لَهُ إلى جَمِيعِ هَذا المالِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب