الباحث القرآني

ولَمّا اقْتَضى هَذا القَوْلُ أنَّهُ آواهُ إلَيْهِ، عَلِمَتِ ابْنَتاهُ مَضْمُونَهُ، وكانَتا قَدْ رَأتا مِن كِفايَتِهِ ودِيانَتِهِ ما يُرَغِّبُ في عِشْرَتِهِ، فَتَشَوَّفَتِ النَّفْسُ إلى حالِهِما حِينَئِذٍ، فَقالَ مُسْتَأْنِفًا لِذَلِكَ: ﴿قالَتْ إحْداهُما﴾ أيْ: المَرْأتَيْنِ. قِيلَ: وهي الَّتِي دَعَتْهُ إلى أبِيها مُشِيرَةً [بِالنِّداءِ] بِأداةِ البُعْدِ إلى اسْتِصْغارِها لِنَفْسِها وجَلالَةِ أبِيها: ﴿يا أبَتِ اسْتَأْجِرْهُ﴾ لِيَكْفِيَنا ما يُهِمُّنا؛ ثُمَّ عَلَّلَتْ قَوْلَها فَقالَتْ مُؤَكِّدَةً إظْهارًا لِرَغْبَتِها في الخَيْرِ واغْتِباطِها بِهِ: ﴿إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ﴾ لِشَيْءٍ مِنَ الأشْياءِ ﴿القَوِيُّ﴾ وهو هَذا لِما رَأيْناهُ مِن قُوَّتِهِ في السَّقْيِ ﴿الأمِينُ﴾ لِما تَفَرَّسْنا فِيهِ مِن حَيائِهِ، وعِفَّتِهِ في نَظَرِهِ ومَقالِهِ وفِعالِهِ، وسائِرِ أحْوالِهِ؛ قالَ أبُو حَيّانَ: وقَوْلُها قَوْلُ حَكِيمٍ جامِعٍ، لِأنَّهُ إذا اجْتَمَعَتِ الأمانَةُ والكِفايَةُ في القائِمِ بِأمْرٍ فَقَدْ تَمَّ المَقْصُودُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب