الباحث القرآني

﴿فَخَرَجَ﴾ أيْ: مُوسى عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مُبادِرًا ﴿مِنها﴾ أيْ: المَدِينَةِ لِما عَلِمَ مِن (p-٢٦٣)صِدْقِ قَوْلِهِ مِمّا حَفَّهُ مِنَ القَرائِنِ، حالَ كَوْنِهِ ﴿خائِفًا﴾ عَلى نَفْسِهِ مِن آلِ فِرْعَوْنَ ﴿يَتَرَقَّبُ﴾ أيْ: يُكْثِرُ الِالتِفاتَ بِإدارَةِ رَقَبَتِهِ في الجِهاتِ يَنْظُرُ هَلْ يَتْبَعُهُ أحَدٌ؛ ثُمَّ وصَلَ بِهِ عَلى طَرِيقِ الِاسْتِئْنافِ قَوْلَهُ: ﴿قالَ﴾ أيْ: مُوسى عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: ﴿رَبِّ﴾ [أيْ: ] أيُّها المُحْسِنُ إلَيَّ بِالإيجادِ والتَّرْبِيَةِ وغَيْرِ ذَلِكَ مِن وُجُوهِ البِرِّ ﴿نَجِّنِي﴾ أيْ: خَلِّصْنِي، مُشْتَقٌّ مِنَ النَّجْوَةِ، وهو المَكانُ العالِي الَّذِي لا يَصِلُ إلَيْهِ كُلُّ أحَدٍ ﴿مِنَ القَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ أيْ: الَّذِينَ يَضَعُونَ الأُمُورَ في غَيْرِ مَواضِعِها فَيَقْتُلُونَ مَن لا يَسْتَحِقُّ القَتْلَ مَعَ قُوَّتِهِمْ، فاسْتَجابَ اللَّهُ لَهُ فَوَفَّقَهُ لِسُلُوكِ الطَّرِيقِ الأعْظَمِ نَحْوَ مَدِينَ، فَكانَ ذَلِكَ سَبَبَ نَجاتِهِ، وذَلِكَ أنَّ الَّذِينَ انْتَدَبُوا إلَيْهِ قَطَعُوا بِأنَّهُ لا يَسْلُكُ الطَّرِيقَ الأكْبَرَ، جَرْيًا عَلى عادَةِ الخائِفِينَ الهارِبِينَ في المَشْيِ عُسافًا، أوْ سُلُوكَ ثَنِيّاتِ الطَّرِيقِ فانْثَنَوْا فِيما ظَنُّوهُ يَمِينًا وشِمالًا فَفاتَهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب