الباحث القرآني

ولَمّا أنْعَمَ عَلَيْهِ سُبْحانَهُ بِالإجابَةِ إلى سُؤْلِهِ، تَشَوَّفَ السّامِعُ إلى شُكْرِهِ عَلَيْها فَأُجِيبَ بِقَوْلِهِ: ﴿قالَ رَبِّ﴾ أيْ: أيُّها المُحْسِنُ إلَيَّ بِكُلِّ جَمِيلٍ. ولَمّا كانَ جَعْلُ الشَّيْءِ عِوَضًا لِشَيْءٍ أثْبَتَ لَهُ وأجْدَرَ بِإمْضاءِ العَزْمِ عَلَيْهِ قالَ: ﴿بِما أنْعَمْتَ عَلَيَّ﴾ أيْ: بِسَبَبِ إنْعامِكَ عَلَيَّ بِالمَغْفِرَةِ وغَيْرِها. ولَمّا كانَ في سِياقِ التَّعْظِيمِ لِلنِّعْمَةِ، كَرَّرَ حَرْفَ السَّبَبِ تَأْكِيدًا لِلْكَلامِ، وتَعْرِيفًا أنَّ المَقْرُونَ بِهِ مُسَبَّبٌ عَنِ الإنْعامِ، وقَرَنَهُ بِأداةِ النَّفْيِ الدّالَّةِ عَلى التَّأْكِيدِ فَقالَ: ﴿فَلَنْ أكُونَ ظَهِيرًا﴾ أيْ: عَشِيرًا أوْ خَلِيطًا أوْ مُعِينًا ﴿لِلْمُجْرِمِينَ﴾ أيْ: القاطِعِينَ لِما أمَرَ اللَّهُ بِهِ أنْ يُوصَلَ، أيْ: لا أكُونُ بَيْنَ ظَهَرانَيِ القِبْطِ، فَإنَّ فَسادَهم كَثِيرٌ، وظُلْمَهم لِعِبادِكَ أبْناءِ أوْلِيائِكَ مُتَواصِلٌ وكَبِيرٌ، لا قُدْرَةَ لِي عَلى تَرْكِ نُصْرَتِهِمْ، وذَلِكَ يَجُرُّ إلى أمْثالِ هَذِهِ الفِعْلَةِ، فَلا أصْلُحُ مِنَ المُهاجَرَةِ لَهم، وهَذا (p-٢٥٩)مِن قَوْلِ العَرَبِ: جاءَنا في ظُهْرَتِهِ - بِالضَّمِّ وبِالكَسْرِ وبِالتَّحْرِيكِ- وظاهِرَتُهُ، أيْ: عَشِيرَتُهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب