الباحث القرآني

فَلَمّا ثَبَتَ لَهُ العِلْمُ والحِكْمَةُ، والعَظْمَةُ والقُدْرَةُ، تَسَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ قَوْلَهُ: ﴿فَتَوَكَّلْ عَلى اللَّهِ﴾ أيْ: الَّذِي لَهُ جَمِيعُ العَظَمَةِ بِما ثَبَتَ عِلْمُهُ وقُدْرَتُهُ الَّتِي أثْبَتَ بِها أنَّكَ أعْظَمُ عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى في اسْتِهْزاءِ الأعْداءِ وغَيْرِهِ مِن مُصادَمَتِهِمْ ومُسالَمَتِهِمْ لِتَدَعَ الأُمُورَ كُلَّها إلَيْهِ، وتَسْتَرِيحَ مِن تَحَمُّلِ المَشاقِّ، وُثُوقًا بِنَصْرِهِ، وما أحْسَنَ قَوْلَ قَيْسِ بْنِ الخُطَيْمِ وهو جاهِلِيٌّ: (p-٢١٣) ؎مَتى ما تَقُدْ بِالباطِلِ الحَقَّ يَأْبَهُ وإنْ تَقُدِ الأطْوارَ بِالحَقِّ تَنْقُدِ ثُمَّ عَلَّلَ ذَلِكَ حَثًّا عَلى التَّحَرِّي في الأعْمالِ، وفَطْمًا لِأهْلِ الإبْطالِ، عَنْ تَمَنِّي المُحالِ، فَقالَ: ﴿إنَّكَ عَلى الحَقِّ المُبِينِ﴾ أيْ: البَيِّنِ في نَفْسِهِ المُوَضِّحِ لِغَيْرِهِ، فَحَقُّكَ لا يَبْطُلُ ووُضُوحُهُ لا يَخْفى، ونُكُوصُهم لَيْسَ عَنْ خَلَلٍ في دُعائِكَ لَهم، وإنَّما الخَلَلُ في مَدارِكِهِمْ، فَثِقْ بِاللَّهِ في تَدْبِيرِ أمْرِكَ فِيهِمْ؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب