الباحث القرآني

ولَمّا فَرَغَ [مِن] قِصَّةِ القَرِيبِ [الَّذِي] دَعا قَوْمَهُ فَإذا هم قِسْمانِ، بَعْدَ الغَرِيبِ الَّذِي لَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ مِمَّنْ دَعاهُمُ اثْنانِ، أتْبَعَها بِغَرِيبٍ لَمْ يَتْبَعْهُ مِمَّنْ دَعاهم إنْسانٌ، فَقالَ دالًّا عَلى أنَّهُ لَهُ سُبْحانَهُ الِاخْتِيارُ، فَتارَةً يُجْرِي الأُمُورَ عَلى القِياسِ، وأُخْرى عَلى خِلافِ الأساسِ، الَّذِي تَقْتَضِيهِ عُقُولُ النّاسِ، فَقالَ: ﴿ولُوطًا﴾ أيْ: ولَقَدْ أرْسَلْناهُ؛ وأشارَ إلى سُرْعَةِ إبْلاغِهِ بِقَوْلِهِ: ﴿إذْ﴾ أيْ: حِينَ ﴿قالَ لِقَوْمِهِ﴾ أيْ: الَّذِينَ كانَ سَكَنَ فِيهِمْ لَمّا فارَقَ عَمَّهُ [إبْراهِيمَ] الخَلِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ وصاهَرَهم، وكانُوا يَأْتُونَ الأحْداثَ، مُنْكِرًا مُوَبِّخًا: ﴿أتَأْتُونَ﴾ ولَمّا كانَ لِلْإبْهامِ ثُمَّ التَّعْيِينِ مِن هَزِّ النَّفْسِ وتَرْوِيعِها ما لَيْسَ لِلتَّعْيِينِ مِن أوَّلِ الأمْرِ [قالَ]: ﴿الفاحِشَةَ﴾ أيْ: الفِعْلَةَ المُتَناهِيَةَ في القُبْحِ ﴿وأنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾ أيْ: لَكم عُقُولٌ تَعْرِفُونَ بِها المَحاسِنَ والمَقابِحَ، ورُبَّما كانَ بَعْضُهم يَفْعَلُهُ بِحَضْرَةِ بَعْضٍ كَما قالَ: ﴿وتَأْتُونَ في نادِيكُمُ المُنْكَرَ﴾ [العنكبوت: ٢٩] فَيَكُونُ حِينَئِذٍ مِنَ البَصَرِ والبَصِيرَةِ؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب