الباحث القرآني

ولَمّا ذَهَبَ الرُّسُلُ، وعَلِمَ ﷺ مِمّا رَأى مِن تَصاغُرِهِمْ لِما رَأوْا مِن هَيْبَتِهِ وجَلالِهِ الَّذِي حَباهُ بِهِ رَبُّهُ وعَظْمَتُهُ أنَّهم يَأْتُونَ بِها مُذْعِنَةً ﴿قالَ﴾ لِجَماعَتِهِ تَحْقِيقًا لِقَوْلِهِ: ﴿وأُوتِينا مِن كُلِّ شَيْءٍ﴾ [النمل: ١٦] لِإعْلامِهِ بِأنَّها اسْتَوْثَقَتْ مِن عَرْشِها: ﴿يا أيُّها المَلأُ﴾ أيْ: الأشْرافُ ﴿أيُّكم يَأْتِينِي بِعَرْشِها﴾ لِتَرى بَعْضَ ما آتانِي اللَّهُ مِنَ الخَوارِقِ، فَيَكُونُ أعْوَنَ عَلى مُتابَعَتِها في الدِّينِ، ولِآخُذَهُ قَبْلَ أنْ يَحْرُمَ أخْذُهُ بِإسْلامِها، وأخْتَبِرُ بِهِ عَقْلَها ﴿قَبْلَ أنْ يَأْتُونِي﴾ [أيْ: ] هي وجَماعَتُها ﴿مُسْلِمِينَ﴾ أيْ: مُنْقادِينَ لِسُلْطانِي، تارِكِينَ لِعِزِّ سُلْطانِهِمْ، مُنْخَلِعِينَ مِن عَظِيمِ شَأْنِهِمْ، لِيَكُونَ ذَلِكَ أمْكَنَ في إقامَةِ الحُجَّةِ عَلَيْها في نُبُوَّتِي وأعْوَنَ عَلى رُسُوخِ الإيمانِ في قَلْبِها وإخْلاصِها فِيهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب