الباحث القرآني

ولَمّا عَلِمَتْ أنَّ مَن سُخِّرَ لَهُ الطَّيْرُ عَلى هَذا الوَجْهِ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ يُرِيدُهُ، ولا أحَدٌ يَكِيدُهُ، مالَتْ إلى المُسالَمَةِ، فاسْتَأْنَفَ سُبْحانَهُ وتَعالى الإخْبارَ عَنْها بِقَوْلِهِ: ﴿قالَتْ﴾ جَوابًا لِما أحَسَّتْ في جَوابِهِمْ مِن مَيْلِهِمْ إلى الحَرْبِ أنَّ الصَّوابَ مِن غَيْرِ ارْتِيابٍ أنْ نَحْتالَ في عَدَمِ قَصْدِ هَذا المَلِكِ المُطاعِ؛ ثُمَّ عَلَّلَتْ هَذا الَّذِي أفْهَمَهُ سِياقُ كَلامِها بِقَوْلِها: (p-١٦٠)﴿إنَّ المُلُوكَ﴾ أيْ: مُطْلَقًا، فَكَيْفَ بِهَذا النّافِذِ الأمْرِ، العَظِيمِ القَدْرِ ﴿إذا دَخَلُوا قَرْيَةً﴾ أيْ: عَنْوَةً بِالقَهْرِ والغَلَبَةِ ﴿أفْسَدُوها﴾ أيْ: بِالنَّهْبِ والتَّخْرِيبِ ﴿وجَعَلُوا أعِزَّةَ أهْلِها أذِلَّةً﴾ أيْ: بِما يُرُونَهم مِنَ البَأْسِ، ويُحِلُّونَ بِهِمْ مِنَ السَّطْوَةِ، ثُمَّ أكَّدَتْ هَذا المَعْنى بِقَوْلِها: ﴿وكَذَلِكَ﴾ أيْ: ومِثْلَ هَذا الفِعْلِ العَظِيمِ الشَّأْنِ، الوَعْرِ المَسْلَكِ البَعِيدِ الشَّأْوِ ﴿يَفْعَلُونَ﴾ دائِمًا، هو خُلُقٌ لَهم مُسْتَمِرٌّ جَمِيعُهم عَلى هَذا، فَكَيْفَ بِمَن تُطِيعُهُ الطُّيُورُ، ذَواتُ الوُكُورِ، فِيما يُرِيدُهُ مِنَ الأُمُورِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب