الباحث القرآني

ولَمّا كانَ وصْفُ الإيمانِ خَفِيًّا، وصَفَهم بِما يُصَدِّقُهُ مِنَ الأُمُورِ الظّاهِرَةِ فَقالَ: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾ أيْ: بِجَمِيعِ حُدُودِها الظّاهِرَةِ والباطِنَةِ مِنَ المَواقِيتِ والطِّهاراتِ والشُّرُوطِ والأرْكانِ والخُشُوعِ والخُضُوعِ والمُراقَبَةِ والإحْسانِ إصْلاحًا لِما بَيْنَهم وبَيْنَ الخالِقِ. ولَمّا كانَ المَقْصُودُ الأعْظَمُ مِنَ الزَّكاةِ إنَّما هو التَّوْسِعَةُ عَلى الفُقَراءِ قالَ: ﴿ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ﴾ أيْ: إحْسانًا فِيما بَيْنَهم وبَيْنَ الخَلائِقِ. ولَمّا كانَ الإيمانُ بِالبَعْثِ هو الجامِعُ لِذَلِكَ ولِغَيْرِهِ مِن سائِرِ الطّاعاتِ، ذَكَرَهُ مُعَظِّمًا لِتَأْكِيدِهِ، فَقالَ مُعْلِمًا بِجَعْلِهِ حالًا [إلّا] أنَّهُ شَرْطٌ لِما قَبْلَهُ: ﴿وهُمْ﴾ أيْ: والحالُ أنَّهم. ولَمّا كانَ الإيمانُ بِالبَعْثِ هو السَّبَبُ الأعْظَمُ لِلسَّعادَةِ وهو مَحَطٌّ لِلْحِكْمَةِ، عَبَّرَ فِيهِ بِما يَقْتَضِي الِاخْتِصاصَ، لا لِلِاخْتِصاصِ بَلْ لِلدَّلالَةِ عَلى غايَةِ الرُّسُوخِ في الإيمانِ بِهِ، فَقالَ: ﴿بِالآخِرَةِ هُمْ﴾ أيْ: المُخْتَصُّونَ بِأنَّهم ﴿يُوقِنُونَ﴾ أيْ: يُوجِدُونَ الإيقانَ حَقَّ الإيجادِ ويُجَدِّدُونَهُ في كُلِّ حِينٍ (p-١٢٧)بِما يُوجَدُ مِنهم مِنَ الإقْدامِ عَلى الطّاعَةِ، والإحْجامِ عَنِ المَعْصِيَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب