الباحث القرآني

ولَمّا كانَ هَذا مُجَرَّدَ خَبَرٍ، أتْبَعَهُ ما يُصَدِّقُهُ فَقالَ: ﴿وحُشِرَ﴾ أيْ: جُمِعَ جَمْعًا حَتْمًا بِقَهْرٍ وسَطْوَةٍ وإكْراهٍ بِأيْسَرِ سَعْيٍ ﴿لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ﴾ ولَمّا دَلَّ ذَلِكَ عَلى عِظَمِهِ، زادَ في الدَّلالَةِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: ﴿مِنَ الجِنِّ﴾ بَدَأ بِهِمْ لِعُسْرِ جَمْعِهِمْ ﴿والإنْسِ﴾ ثَنّى بِهِمْ لِشَرَفِهِمْ ومُشارَكَتِهِمْ لَهم في ذَلِكَ مِن حَيْثُ تَباعُدُ أغْراضِهِمْ وتَنائِي قُصُودِهِمْ. ولَمّا ذَكَرَ ما يَعْقِلُ وبَدَأ بِهِ لِشَرَفِهِ، أتْبَعَهُ ما لا يَعْقِلُ فَقالَ: ﴿والطَّيْرِ﴾ ولَمّا كانَ الحَشْرُ مَعْناهُ الجَمْعُ بِكُرْهٍ، فَكانَ لا يَخْلُو عَنِ انْتِشارٍ، وكانَ التَّقْدِيرُ: وسارَ بِهِمْ في بَعْضِ الغَزَواتِ، سَبَّبَ عَنْهُ قَوْلَهُ تَعْظِيمًا لِلْجَيْشِ وصاحِبِهِ: ﴿فَهم يُوزَعُونَ﴾ أيْ: يُكَفُّونَ بِجَيْشٍ أوَّلُهم عَلى آخِرِهِمْ بِأدْنى أمْرٍ وأسْهَلِهِ لِيَتَلاحَقُوا، فَيَكُونُ ذَلِكَ أجْدَرَ بِالهَيْبَةِ، وأعْوَنَ عَلى النُّصْرَةِ، وأقْرَبَ إلى السَّلامَةِ؛ عَنْ قَتادَةَ أنَّهُ كانَ عَلى كُلِّ صِنْفٍ مِن جُنُودِهِ وزَعَةٌ تَرُدُّ أُولاها عَلى أُخْراها لِئَلّا يَتَقَدَّمُوا في المَسِيرِ، قالَ: والوازِعُ: الحابِسُ وهو النَّقِيبُ. وأصْلُ الوَزْعِ الكَفُّ والمَنعُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب