الباحث القرآني

﴿وأنَّهم يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ﴾ أيْ: لِأنَّهم لَمْ يَقْصِدُوهُ، وإنَّما ألْجَأهم إلَيْهِ الفَنُّ الَّذِي سَلَكُوهُ فَأكْثَرُ أقْوالِهِمْ لا حَقائِقَ لَها، انْظُرْ إلى مَقاماتِ الحَرِيرِيِّ وما اصْطَنَعَ فِيها مِنَ الحِكاياتِ، وابْتَدَعَ بِها مِنَ الأُمُورِ المُعْجِباتِ الَّتِي لا حَقائِقَ لَها، وقَدْ جَعَلَها أهْلُ الِاتِّحادِ أصْلًا لِبِدْعَتِهِمُ الكافِرَةِ، وقاعِدَةً لِصَفْقَتِهِمُ الخاسِرَةِ، فَما أظْهَرَ حالَهم، وأوْضَحَ ضَلالَهُمْ! وهَذا بِخِلافِ القُرْآنِ فَإنَّهُ مَعانٍ جَلِيلَةٌ مُحَقَّقَةٌ، في ألْفاظٍ مَتِينَةٍ جَمِيلَةٍ مُنَسَّقَةٍ، وأسالِيبَ مُعْجِزَةٍ مُفْحِمَةٍ، ونُظُومٍ مُعْجَبَةٍ مُحْكَمَةٍ، (p-١١٥)لا كُلْفَةَ في شَيْءٍ مِنها، فَلا رَغْبَةَ لِذِي طَبْعٍ سَلِيمٍ عَنْها، فَأنْتَجَ ذَلِكَ أنَّهُ لا يَتْبَعُهم عَلى أمْرِهِمْ إلّا غاوٍ مِثْلُهم، ولا يَزْهَدُ في [هَذا] القُرْآنِ إلّا مَن طَبْعُهُ جافٍ، وقَلْبُهُ مُظْلِمٌ مُدْلَهِمٌّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب