الباحث القرآني

ولَمّا كانَ [ذَلِكَ] مَحَلَّ عَجَبٍ، وكانَ رُبَّما ظَنَّ لَهُ أنَّ الأمْرَ عَلى غَيْرِ حَقِيقَتِهِ، قَرَّرَ مَضْمُونَهُ وحَقَّقَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿كَذَلِكَ﴾ أيْ: مِثْلَ هَذا السَّلْكِ العَجِيبِ -الَّذِي هو سَماعٌ وفَهْمٌ ظاهِرِيٌّ- في صُعُوبَةِ مَدْخَلِهِ وضِيقِ مَدْرَجِهِ. ولَمّا لَمْ يَكُنِ السِّياقُ مُقْتَضِيًا لِما اقْتَضاهُ سِياقُ الحِجْرِ مِنَ التَّأْكِيدِ، اكْتَفى بِمُجَرَّدِ الحُدُوثِ فَقالَ: ﴿سَلَكْناهُ﴾ أيْ: كَلامَنا والحَقَّ الَّذِي أرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا [بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ، في قُلُوبِهِمْ -هَكَذا كانَ الأصْلُ، ولَكِنَّهُ عَلَّقَ الحُكْمَ بِالوَصْفِ، وعَمَّ كَلَّ زَمَنٍ وكُلَّ مَنِ اتَّصَفَ بِهِ فَقالَ]: ﴿فِي قُلُوبِ المُجْرِمِينَ﴾ أيْ: الَّذِينَ طَبَّعْناهم عَلى الإجْرامِ، وهو القَطِيعَةُ (p-١٠٢)لِما يَنْبَغِي وصْلُهُ، كَما يُنَظِّمُ السَّهْمَ إذا رُمِيَ بِهِ، أوِ الرُّمْحُ إذا طُعِنَ بِهِ في القَلْبِ، لا يَتَّسِعُ لَهُ، ولا يَنْشَرِحُ بِهِ، بَلْ تَراهُ ضَيِّقًا حَرَجًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب