الباحث القرآني

ولَمّا ذَكَرَ تَهْذِيبَهم لِأنْفُسِهِمْ لِلْخَلْقِ والخالِقِ، أشارَ إلى أنَّهُ لا إعْجابَ عِنْدَهُمْ، بَلْ هم وجِلُونَ، وأنَّ الحامِلَ لَهم عَلى ذَلِكَ الإيمانُ بِالآخِرَةِ الَّتِي (p-٤٢٣)كَذَّبَ بِها الجاهِلُونَ ﴿يُؤْتُونَ ما آتَوْا وقُلُوبُهم وجِلَةٌ أنَّهم إلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٠] وقَدَّمُوا الدُّعاءَ بِالنَّجاةِ اهْتِمامًا بِدَرْءِ المَفْسَدَةِ، وإشْعارًا بِأنَّهم مُسْتَحِقُّونَ لِذَلِكَ وإنِ اجْتَهَدُوا، لِتَقْصِيرِهِمْ عَنْ أنْ يُقَدِّرُوهُ سُبْحانَهُ حَقَّ قَدْرِهِ فَقالَ: ﴿والَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا﴾ أيْ أيُّها المُحْسِنُ إلَيْنا ﴿اصْرِفْ عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ﴾ الَّذِي أحاطَ بِنا لاسْتِحْقاقِنا إيّاهُ إلّا أنْ يَتَدارَكَنا عَفْوُكَ ورَحْمَتُكَ، بِما تُوَفِّقُنا لَهُ مِن لِقاءِ مَن يُؤْذِينا بِطَلاقَةِ الوَجْهِ، لا بِالتَّجَهُّمِ، ثُمَّ عَلَّلَ سُؤالَهم بِقَوْلِهِمْ: ﴿إنَّ عَذابَها كانَ﴾ أيْ كَوْنًا جُبِلَتْ عَلَيْهِ ﴿غَرامًا﴾ أيْ هَلاكًا وخُسْرانًا مُلِحًّا مُحِيطٌ بِمَن تَعَلَّقَ بِهِ مُذِلًّا لَهُ، دائِمًا بِمَن غَرّى بِهِ، لازِمًا لَهُ لا يَنْفَكُّ عَنْهُ ونَحْنُ كُنّا نَسِيرُ عَلى مَن آذانا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب