الباحث القرآني

ولَمّا بَيَّنَ أنَّهم كَذَّبُوهُ وعادَوْهُ، وأشارَ بِآيَةِ الحَشْرِ إلى جَهَنَّمَ إلى أنَّهُ لا يُهْلِكُهم بِعامَّةٍ، عَطَفَ عَلى عامِلِ”لِنُثَبِّتَ“تَسْلِيَةً لَهُ وتَخْوِيفًا لَهم قَوْلَهُ: ﴿ولَقَدْ آتَيْنا﴾ أيْ بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ ﴿مُوسى الكِتابَ﴾ كَما آتَيْناكَ، بَيَّنا فِيهِ الشَّرائِعَ والسُّنَنَ والأحْكامَ، وجَعَلْناهُ هُدًى ورَحْمَةً، وأنْزَلْناهُ إلَيْهِ مُنَجَّمًا في نَحْوِ عِشْرِينَ سَنَةً يُقالُ: إنَّها ثَمانِي عَشْرَةَ كَما أنْزَلْنا إلَيْكَ هَذا القُرْآنَ في نَيِّفٍ وعِشْرِينَ سَنَةً، كَما بَيَّنْتُ ذَلِكَ (p-٣٨٤)فِي آخِرِ سُورَةِ النِّساءِ وغَيْرِها، عَلى أنَّ أحَدًا مِمَّنْ طالَعَ التَّوْراةَ لا يَقْدِرُ عَلى إنْكارِ ذَلِكَ، فَإنَّهُ بَيِّنٌ مِن نُصُوصِها. وزادَ في التَّسْلِيَةِ بِذِكْرِ الوَزِيرِ، لِأنَّ الرَّدَّ لِلِاثْنَيْنِ أبْعَدُ، وفِيهِ إشارَةٌ إلى أنَّهُ لا يَنْفَعُ في إيمانِهِمْ إرْسالُ مَلَكٍ كَما اقْتَرَحُوا لِيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا، فَقالَ: ﴿وجَعَلْنا﴾ بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ ﴿مَعَهُ أخاهُ﴾ ثُمَّ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿هارُونَ﴾ وبَيَّنَ مَحَطَّ الجَعْلِ بِقَوْلِهِ: ﴿وزِيرًا﴾ أيْ مُعِينًا في كُلِّ أمْرٍ بَعَثْناهُ بِهِ، وهو مَعَ ذَلِكَ نَبِيٌّ، ولا تَنافِيَ بَيْنَ الوَزارَةِ والنُّبُوَّةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب