الباحث القرآني

ولَمّا عَلِمَ مِن هَذا أنَّ التَّقْدِيرَ: فَكانَ بِحَيْثُ إنَّهم لا قَرارَ لَهم إذا كانَتِ النّارُ مَقِيلَهُمْ، تَلاهُ بِحالِ أضْدادِهِ فَقالَ: ﴿أصْحابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ﴾ أيْ يَوْمَ إذْ يَرَوْنَ المَلائِكَةَ ﴿خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا﴾ أيْ مَكانًا يَصْلُحُ لِلِاسْتِقْرارِ لِطِيبِهِ، ويَكُونُونَ فِيهِ في أكْثَرِ أوْقاتِهِمْ مُسْتَقِرِّينَ عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ يَتَحادَثُونَ، إشارَةً إلى أنَّ مَنزِلَ أُولَئِكَ لا يُمْكِنُ الِاسْتِقْرارُ فِيهِ (p-٣٧٢)﴿وأحْسَنُ مَقِيلا﴾ أيْ مَكانًا يُمْكِنُ فِيهِ الِاسْتِراحَةُ في مِثْلِ وقْتِ القَيْلُولَةِ لِلِاسْتِرْواحِ بِأزْواجِهِمْ، والتَّمَتُّعِ بِما يَكُونُ في الخَلَواتِ، رُوِيَ أنَّ وقْتَ الحِسابِ عَلى طُولِهِ يَقْصُرُ عَلى المُؤْمِنِينَ حَتّى يَكُونَ كَما بَيْنَ أوَّلِ النَّهارِ إلى وقْتِ القائِلَةِ فَيُقِيلُونَ في رِياضِ الجَنَّةِ حَتّى يَفْرُغَ النّاسُ مِنَ الحِسابِ. وعَبَّرَ بِأفْعَلَ التَّفْضِيلِ تَهَكُّمًا بِهِمْ أوْ أنَّهُ عَبَّرَ بِذَلِكَ لَمّا كانَ الكَلامُ عامًّا لِأحْوالِ الدُّنْيا والآخِرَةِ، وهم قاطِعُونَ بِأنَّهم في الدُّنْيا أحْسَنُ حالًا مِنَ المُؤْمِنِينَ، لِما هم فِيهِ مِنَ السَّعَةِ في المالِ والكَثْرَةِ والقُوَّةِ، وبِلَفْظِ الحُسْنِ إشارَةٌ إلى ما يَتَزَيَّنُ بِهِ مَقِيلُهم مِن حُسْنِ الوُجُوهِ ومَلاحَةِ الصُّوَرِ ونَحْوِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب