الباحث القرآني

ولَمّا كانَ هَذا أمْرًا واقِعًا لا مَحالَةَ، التَفَتَ إلَيْهِمْ مُبَكِّتًا فَقالَ مُعَبِّرًا بِالماضِي بَعْدَ ”قَدْ“ المُقَرَّبَةِ المُحَقِّقَةِ: ﴿فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ﴾ أيِ المَعْبُودُونَ كَذَّبُوا العابِدِينَ بِسَبَبِ إلْقائِهِمُ السِّلْمَ المُقْتَضِي لِأنَّهم لا يَسْتَحِقُّونَ العِبادَةَ وأنَّهم يَشْفَعُونَ لَكم مَقْهُورَيْنِ مَرْبُوبَيْنِ ﴿بِما﴾ أيْ بِسَبَبِ ما ﴿تَقُولُونَ﴾ أيُّها العابِدُونَ مِن أنَّهم يَسْتَحِقُّونَ العِبادَةَ، وأنَّهم يَشْفَعُونَ لَكُمْ، وأنَّهم أضَلُّوكُمْ، وفي قِراءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ بِالتَّحْتانِيَّةِ المَعْنى: بِما يَقُولُ المَعْبُودُونَ مِنَ التَّسْبِيحِ لِلَّهِ والإذْعانِ، في ادِّعائِكم أنَّهم أضَلُّوكم. (p-٣٦٤)ولَمّا تَسَبَّبَ عَنْ إلْقائِهِمُ السِّلْمَ وتَخَلِّيهِمْ عَمَّنْ عَبَدَهم أنَّهُ لا نَفْعَ في أيْدِيهِمْ ولا ضُرَّ، قالَ: ﴿فَما تَسْتَطِيعُونَ﴾ أيِ المَعْبُودُونَ ﴿صَرْفًا﴾ أيْ لِشَيْءٍ مِنَ الأشْياءِ عَنْ أحَدٍ مِنَ النّاسِ، لا أنْتُمْ ولا غَيْرُكُمْ، مِن عَذابٍ ولا غَيْرِهِ، بِوَجْهِ حِيلَةٍ ولا شَفاعَةٍ ولا مُفاداةٍ ﴿ولا نَصْرًا﴾ بِمُغالَبَةٍ، وهو نَحْوُ قَوْلِهِ تَعالى ﴿فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكم ولا تَحْوِيلا﴾ [الإسراء: ٥٦] ولَمّا كانَ التَّقْدِيرُ: فَمَن يَعْدِلْ مِنكم لِسَماعِ هَذا الوَعْظِ بِوَضْعِ العِبادَةِ في مَوْضِعِها نَثِبْهُ ثَوابًا جَلِيلًا، عَطَفَ عَلَيْهِ ما المَقامُ لَهُ فَقالَ: ﴿ومَن يَظْلِمْ مِنكُمْ﴾ بِوَضْعِها في غَيْرِ مَوْضِعِها، وبِاعْتِقادِهِ في الرُّسُلِ ما لا يَنْبَغِي مِن أنَّهُ لا يَنْبَغِي لَهم أنْ يَكُونُوا مِثْلَ النّاسِ في أكْلٍ ولا طَلَبِ مَعِيشَةٍ ونَحْوِ ذَلِكَ ﴿نُذِقْهُ﴾ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ ﴿عَذابًا كَبِيرًا﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب