الباحث القرآني

ولَمّا حَرَّمَ اللَّهُ سُبْحانَهُ بِهَذِهِ الجُمَلِ الأعْراضَ والأنْسابَ، فَصانَ بِذَلِكَ الدِّماءَ والأمْوالَ، عَلِمَ أنَّ التَّقْدِيرَ: فَلَوْلا أنَّهُ سُبْحانَهُ خَيْرُ الغافِرِينَ وخَيْرُ الرّاحِمِينَ، لَما فَعَلَ بِكم ذَلِكَ، ولَفَضَحَ المُذْنِبِينَ، وأظْهَرَ سَرائِرَ المُسْتَخِفِّينَ، فَفَسَدَ النِّظامُ، وأطْبَقْتُمْ عَلى التَّهاوُنِ بِالأحْكامِ، فَعَطَفَ عَلى هَذا الَّذِي عُلِمَ تَقْدِيرُهُ قَوْلَهُ: ﴿ولَوْلا فَضْلُ اللَّهِ﴾ أيْ بِما لَهُ مِنَ الكَرَمِ والجَمالِ، والِاتِّصافِ بِصِفاتِ الكَمالِ ﴿عَلَيْكم ورَحْمَتُهُ﴾ أيْ بِكم ﴿وأنَّ اللَّهَ﴾ أيِ الَّذِي أحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وقُدْرَةً ﴿تَوّابٌ﴾ أيْ رَجّاعٌ بِالعُصاةِ إلَيْهِ ﴿حَكِيمٌ﴾ يَحْكُمُ الأُمُورَ فَيَمْنَعُها مِنَ الفَسادِ بِما يَعْلَمُ مِن عَواقِبِ الأُمُورِ، لِفَضْحِ كُلِّ عاصٍ، ولَمْ يُوجِبْ أرْبَعَةَ شُهَداءَ سِتْرًا لَكُمْ، ولَأمَرَ بِعُقُوبَتِهِ بِما تُوجِبُهُ مَعْصِيَتُهُ، فَفَسَدَ نِظامُكُمْ، واخْتَلَّ نَقْضُكم وإبْرامُكُمْ، ونَحْوُ ذَلِكَ مِمّا لا يَبْلُغُ وصْفُهُ، فَتَذْهَبُ النَّفْسُ فِيهِ كُلَّ مَذْهَبٍ، فَهو كَما قالُوا: رُبَّ مَسْكُوتٍ عَنْهُ أبْلَغُ مِن مَنطُوقٍ بِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب