الباحث القرآني

ولَمّا كانُوا مُقِرِّينَ بِذَلِكَ، أخْبَرَ عَنْ جَوابِهِمْ قَبْلَ جَوابِهِمْ، لِيَكُونَ مِن دَلائِلِ النُّبُوَّةِ وأعْلامِ الرِّسالَةِ بِقَوْلِهِ اسْتِئْنافًا: ﴿سَيَقُولُونَ﴾ أيْ قَطْعًا: ذَلِكَ كُلُّهُ ﴿لِلَّهِ﴾ أيِ المُخْتَصِّ بِصِفاتِ الكَمالِ. ولَمّا كانَ ذَلِكَ دالًّا عَلى الوَحْدانِيَّةِ والتَّفَرُّدِ بِتَمامِ القُدْرَةِ مِن وجْهَيْنِ: كَوْنِ ذَلِكَ كُلِّهِ لَهُ، وكَوْنِهِ يُخْبِرُ عَنْ عَدُوِّهِ بِشَيْءٍ فَلا يُمْكِنُهُ التَّخَلُّفُ عَنْهُ، قالَ: ﴿قُلْ﴾ أيْ لَهم إذا قالُوا لَكَ ذَلِكَ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ تَسْبِيبَهُ لِعَدَمِ تَذَكُّرِهِمْ ولَوْ عَلى أدْنى الوُجُوهِ بِما أشارَ إلَيْهِ الإدْغامُ: ﴿أفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ أيْ بِذَلِكَ المَرْكُوزِ في طِباعِكُمُ المَقْطُوعِ بِهِ عِنْدَكُمْ، ما غَفَلْتُمْ عَنْهُ مِن تَمامِ قُدْرَتِهِ وباهِرِ عَظَمَتِهِ، فَتُصَدِّقُوا ما أخْبَرَ بِهِ مِنَ البَعْثِ الَّذِي هو دُونَ ذَلِكَ، وتَعْلَمُوا أنَّهُ لا يَصْلُحُ شَيْءٌ مِنها - وهو مِلْكُهُ - أنْ يَكُونَ شَرِيكًا لَهُ (p-١٧٧)ولا ولَدًا، وتَعَلَمُوا أنَّهُ لا يَصِحُّ في الحِكْمَةِ أصْلًا أنَّهُ يَتْرُكُ البَعْثَ لِأنَّ أقَلَّكم لا يَرْضى بِتَرْكِ حِسابِ عَبِيدِهِ والعَدْلِ بَيْنَهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب