الباحث القرآني

ثُمَّ أتْبَعَ هَذا الدَّلِيلَ تَأْيِيدًا لَهُ ما يَدُلُّ عَلى أنَّهم لا يَسْلُكُونَ الصِّراطَ إلّا اضْطِرارًا فَقالَ: ﴿ولَقَدْ أخَذْناهُمْ﴾ أيْ بِما لَنا مِنَ العَظَمَةِ ﴿بِالعَذابِ﴾ أيْ بِمُطْلِقِهِ كَإظْهارِ حِزْبِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في بَدْرِ وغَيْرِها ﴿فَما اسْتَكانُوا﴾ أيْ خَضَعُوا خُضُوعًا هو كالجِبِلَّةِ لَهم ﴿لِرَبِّهِمْ﴾ المُحْسِنِ إلَيْهِمْ عَقِبَ المِحْنَةِ، وحَقِيقَتُهُ ما طَلَبُوا أنْ يَكُونُوا لَهُ لِيُكْرِمُوا مَقامَ العُبُودِيَّةِ مِنَ الذُّلِّ والخُضُوعِ والِانْقِيادِ لِأوامِرِهِ تارِكِينَ حُظُوظَ أنْفُسِهِمْ، والحاصِلُ أنَّهُ لَمّا ضَرَبَهم بِالعَذابِ كانَ مِن حَقِّهِمْ أنْ يَكُونُوا لَهُ لا لِشُرَكائِهِمْ، فَما عَمِلُوا بِمُقْتَضى ذَلِكَ إيجادًا ولا طَلَبًا ﴿وما يَتَضَرَّعُونَ﴾ أيْ يُجَدِّدُونَ الدُّعاءَ بِالخُضُوعِ والذُّلِّ والخُشُوعِ في كُلِّ وقْتٍ بِحَيْثُ يَكُونُ لَهم عادَةً، بَلْ هم عَلى ما جُبِلُوا عَلَيْهِ مِنَ الِاسْتِكْبارِ والعُتُوِّ إلّا إذا التَقَتْ حَلْقَتا البِطانِ، ولَمْ يَبْقَ لَهم نَوْعُ (p-١٧٢)اخْتِيارٍ، بِدَلِيلِ ما أرْشَدَ إلَيْهِ حَرْفُ الغايَةِ مِن أنَّ التَّقْدِيرَ: بَلِ اسْتَمَرُّوا عَلى عُتُوِّهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب