الباحث القرآني

ولَمّا كانَ الأمْرُ كَذَلِكَ، أمَرَ سُبْحانَهُ نَبِيَّهُ ﷺ بِالِاجْتِهادِ في إنْقاذِ عِبادِهِ حَتّى بِالدُّعاءِ لِلَّهِ في إصْلاحِهِمْ لِيَكُونَ الخَتْمُ بِالرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ، كَما كانَ الِافْتِتاحُ بِفَلاحِهِمْ، فَقالَ عاطِفًا عَلى قَوْلِهِ ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هي أحْسَنُ﴾ [المؤمنون: ٩٦] فَإنَّهُ لا إحْسانَ أحْسَنُ مِنَ الغُفْرانِ، أوْ عَلى مَعْنى ﴿قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ﴾ [المؤمنون: ١١٢] الَّذِي بَيَّنَتْهُ قِراءَةُ ابْنِ كَثِيرٍ وحَمْزَةَ والكِسائِيِّ بِالأمْرِ: ﴿وقُلْ﴾، أوْ يَكُونُ التَّقْدِيرُ: فَأخْلِصِ العِبادَةَ لَهُ ﴿وقُلْ﴾ لِأجْلِ أنَّ أحَدًا لا يُقَدِّرُهُ حَقَّ قَدْرِهِ: ﴿رَبِّ﴾ أيُّها المُحْسِنُ إلَيَّ ﴿اغْفِرْ وارْحَمْ﴾ أيْ أكْثَرْ مِن تَعْلِيقِ هاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ في أُمَّتِي لِتَكَثُّرِها، فَإنَّ في ذَلِكَ شَرَفًا لِي ولَهُمْ، فَأنْتَ خَيْرُ الغافِرِينَ ﴿وأنْتَ خَيْرُ الرّاحِمِينَ﴾ فَمِن رَحْمَتِهِ أفْلَحَ بِما تُوَفِّقُهُ لَهُ مِنِ امْتِثالِ ما أشَرْتُ إلَيْهِ أوَّلَ السُّورَةِ، فَكانَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، فَكانَ مِنَ الوارِثِينَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هم فِيها خالِدُونَ، فَقَدِ انْطَبَقَ عَلى الأوَّلِ هَذا الآخِرُ بِفَوْزِ كُلِّ مُؤْمِنٍ، وخَيْبَةِ كُلِّ كافِرٍ، نَسْألُ اللَّهَ تَعالى أنْ يَكُونَ لَنا أرْحَمَ راحِمٍ وخَيْرَ غافِرٍ، إنَّهُ المُتَوَلِّي لِلسَّرائِرِ، والمَرْجُوُّ لِإصْلاحِ الضَّمائِرِ - آمِينَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب